في شهر رجب بدمشق انتهى. وقال ابن كثير في سنة ثلاث وعشرين وستمائة: واقف الرواحية بدمشق أبو القاسم هبة الله ابن محمد المعروف بابن رواحة كان أحد التجار ذوي الثروة وهو من المعدلين بدمشق وكان في غاية الطول والعرض وقد ابتنى المدرسة الرواحية داخل باب الفراديس ووقفها على الشافعية وفوض تدريسها ونظرها إلى الشيخ تقي الدين بن الصلاح الشهرزوري وله بحلب الشهباء مدرسة أخرى مثلها وقد انقطع في آخر عمره في المدرسة التي بدمشق وكان يسكن البيت الذي في إيوانها من الشرف ورغب فيما بعد أن يدفن فيه إذا مات فلم يمكن من ذلك بل دفن بمقابر الصوفية وبعد وفاته شهد محيي الدين العارف بالله بن عربي الطائي١ وتقي الدين خزعل النحوي المصري المقدسي ثم الدمشقي إمام مشهد علي رضي الله تعالى عنه شهدا على ابن رواحة المذكور أنه عزل الشيخ تقي الدين ابن الصلاح رحمهم الله تعالى عن هذه المدرسة فجرت أمور وخطوب طويلة ولم ينتظم ما راموه ومات أبو الحسن خزعل في هذه السنة أيضا فبطل ما سلكوه.
وقال الأسدي في تاريخه في سنة ثلاث وعشرين وستمائة: واقف الرواحية هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن رواحة زكي الدين أبو القاسم الأنصاري الحموي التاجر المعدل وكان في غاية الطول والعرض كثير الأموال محتشما أنشأ مدرسة بدمشق داخل باب الفراديس وفوض تدريسها ونظرها إلى ابن الصلاح المذكور وله بحلب الشهباء أخرى مثلها وحدث عن أبي الفرج بن كليب وإنما قيل له ابن رواحة لأنه ابن أخت أبي عبد الله الحسين بن عبد الله بن رواحة رحمه الله تعالى قال أبو المظفر: توفي في رجب ودفن بمقابر الصوفية وتبعه ابن كثير على أنه توفي هذه السنة وقال الذهبي: إنه توفي في شهر رجب سنة اثنتين قال وغلط من قال إنه مات في سنة ثلاث. قال الذهبي: وشرط على الفقهاء والمدرس شروطا صعبة لا يمكن القيام ببعضها