تقي الدين المذكور عن ثلث التدريس المذكور للشيخ العلامة مفتي المسلمين خطيب الخطباء أقضى القضاة سراج الدين أبي حفص عمر بن العلامة أقضى القضاة علاء الدين علي بن الصيرفي الدمشقي المتقدم ذكر والده أبقاه االله تعالى وميلاده في سنة خمس وعشرين وثمانمائة واشتغل وبرع وافتى ودرس في الحكم لجماعات ثم درس بها في الثلث المذكور يوم الأحد خامس صفر سنة ست وتسعين وهو سادس برج الجدي وحضر معه قاضي القضاة شهاب الدين بن الفرفور والجماعة على العادة وألقى درسه يومئذ في قوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم} الآية وكان درسا حافلا وضيف الجماعة عقيب الدرس معمولا بسكر ثم ابتدأ من أول كتاب البيع من الرافعي الكبير وولي إعادة هذه المدرسة جماعات رأيت بخط علم الدين البرزالي في سنة ثلاثين من تاريخه وفي يوم الأحد عاشر جمادى الأولى توفي القاضي الإمام العالم الفقيه العامل الصالح كمال الدين أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن يوسف بن شرف العثماني الديباجي الملوي المعروف بالمنفلوطي بالخانقاه الشهابية جوار المدرسة العادلية بدمشق وصلي عليه عصر اليوم المذكور بجامع دمشق ودفن بمقبرة الصوفية مولده في سنة ثلاث وثمانين وستمائة ببلد الأشمونين من الديار المصرية وكان رجلا مباركا فقيها صالحا خيرا دينا اشتغل وحصل ولازم الطريقة الحميدة وحج وجاور ولما قدم شيخ الشيوخ علاء الدين القونوي دمشق متوليا القضاء قدم معه فولاه قضاء بعلبك فأحسن السيرة وأجله أهلها ورأوا من عفافه وصيانته وديانته ما لم يروه من حاكم قبله ثم نقله إلى نيابة الحكم بدمشق فباشرها إلى حين وفاته ثم استمر قاضي القضاة علم الدين بن الأخنائي فباشر ذلك أياما يسيرة وتمرض ومات وباشر أيضا بدمشق إعادة المدرسة الشامية البرانية وجلس بالجامع للاشتغال وله نظم كتبه عنه أمين الدين الواني وسمع صحيح البخاري بتمامه على ابن الشحنه الحجار انتهى