هشام وحدث بالكرسي به وأعاد بعدة مدارس ودرس بالشامية الجوانية المذكورة انتزعها من الشيخ صدر الدين بن الوكيل واستمرت بيده إلى أن توفي في شعبان سنة ست وعشرين وسبعمائة بدمشق ودفن بباب الصغير. وقال الصلاح الصفدي في الوافي في حرف السين المهملة: سالم بن أبي الدر الشيخ أمين الدين مدرس الشامية الجوانية وكان إمام مسجد الفسقار وقرأ على المراكشي مدة ونسخ بعض مسموعاته ورتب صحيح ابن حبان قال الشيخ شمس الدين: سمعت منه الأول من مشيخة ابن عبد الدائم وعاش اثنتين وثمانين سنة وكان ذا دهاء وخبرة بالدعاوى توفي في سنة ست وعشرين وسبعمائة انتهى: وقال ابن كثير في هذه السنة وهي سنة ست وعشرين: وفي يوم الثلاثاء رابع شعبان درس بالشامية الجوانية شهاب الدين ابن جهبل وحضر عنده القزويني القاضي الشافعي جلال الدين وجماعة عوضا عن الشيخ أمين الدين سالم توفي ثم بعد أيام جاء توقيع السلطان بولايتها للقاضي الشافعي المذكور فباشرها في عشرين شهر رمضان انتهى.
وقال ابن كثير في سنة سبع وعشرين: وفي يوم الجمعة منتصف جمادى الآخرة جاء البريد بطلب القاضي الشافعي جلال الدين القزويني الخطيب إلى مصر فدخلها في مستهل شهر رجب فخلع عليه بقضاء مصر إلى أن قال: وأرسل ولده بدر الدين ابن القزويني إلى دمشق خطيبا بالأموي وعلى تدريس الشامية الجوانية انتهى على قاعدة والده جلال الدين القزويني فخلع عليه في أواخر شهر رجب ثاني عشريه وحضر عنده الأعيان انتهى. ثم درس بها الفقيه أبو الفتح السبكي قريب الشيخ تقي الدين السبكي وقد تقدمت ترجمته في المدرسة الركنية. ثم درس بها الإمام العالم الصدر الكامل الرئيس قاضي العساكر الحلبية ناصر الدين أبو عبد الله محمد ابن الصاحب شرف الدين يعقوب الحلبي ثم الدمشقي ولد بحلب الشهباء وسمع من ابن النصيبي١ وغيره ودرس وولي كتابة السر بحلب الشهباء ثم نقل إلى دمشق فولي كتابه السر بها ومشيخة الشيوخ ودرس بالناصرية والشامية هذه.