وابن إمام المشهد وابن الكفتي فأنهى للجميع وكان أول أمره على طريقة حسنة جدا حكى لي من عاشره في طريق الحج عن عبادته وخيره ثم عاشر الناس ودخل في الترك والدواوين وتغير حاله وساءت طريقته وخرج عن وظائفة وحصل مالا من غيره وجهة ولما توفي الشيخ شهاب الدين ابن إمام المشهد أوصى إليه على بنته ونزل له عن جهاته تدريس الطيبة وتدريس القواسية وتصدير في الجامع وغيره ذلك فلم يعش بعده إلا يسيرا توفي يوم الأحد ثاني عشره بعد ضعف طويل وخلف كتبا كثيرة ومالا ودفن من الغد بمقبرة باب الفراديس ولم يحضر جنازته إلا نفر يسير لاشتغال الناس بالفتنة الواقعة في هذا الشهر يعنى عصيان قاتباي المحمدي نائب الشام والذي عليه من القلعة مات عن بنت وزوجتين ونزل عن تدريس الطيبة لصاحبنا نور الدين بن قوام وعن تصدير الجامع للقاضي تاج الدين الحسباني وغيره واستقر عوضه في تدريس القواسية الشيخ تقي الدين اللوبياني وماتت البنت من بعده بمدة يسيرة وأخذ الميراث من لا يستحقه انتهى ثم درس بها شيخنا مفتي المسلمين شمس الدين أبو عبد الله محمد بن سعد العجلوني في خامس ذي القعدة سنة سبع وثلاثين وثمانمائة قال الشيخ تقي الدين ابن قاضي شهبة في هذا الشهر منها ويوم الأحد خامسة درس الولد أبو الفضل أبقاه الله تعالى بالمدرسة العذراوية نيابة عني وحضر عنده الشيخ محيي الدين المصري والقاضي تقي الدين بن الحريري والقاضي برهان الدين بن رجب وفقهاء المدرسة ويومئذ درس شمس الدين محمد بن سعد العجلوني بالطيبة عند باب الخواصين وحضر معه الجماعة الذين حضروا بالعذراوية انتهى فهما رحمهما الله تعالى رفيقان ابتدآ بالتدريس في يوم واحد ولهذا كنت أراهما على قلب واحد رحمهما الله تعالى ورحمنا بهما في الدارين آمين