وقال ابن قاضي شهبة في شهر ربيع الأول سنة إحدى وعشرين: وفي يوم الأحد عاشره حضر الشيخ علاء الدين بن سلام تدريس العذراوية وقد كان هذا التدريس بيد الشيخ شهاب الدين بن نشوان فنزل عنه مع جملة وظائفة للقاضي تاج الدين بن الزهري فاستكثر الناس عليه وظائفه مع هذه الوظائف فلما كان في هذه الأيام تكلم في ذلك وشرع ابن سلام ينقم من ذلك وهو صاحب الأمير محمد بن منجك فدخل الناس في هذه القضية فامتنع القاضي تاج الدين من النزول لابن سلام عن شيء واتفق الرأي على أنه ينزل لقاضي القضاة والقاضي ينزل لابن سلام ففعل ذلك وحضر في هذا اليوم وحضر القاضيان الشافعي والحنفي محمد بن قديدار والأمير محمد محمد بن منجك والفقهاء وتكلم على قوله تعال: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} الآية انتهى وقد مرت ترجمة علاء الدين بن سلام في المدرسة الركنية. وقال الأسدي في ذيله في جمادى الأولى سنة تسع عشرة وثمانمائة: وفي يوم الأربعاء تاسع عشره درس القاضي تاج الدين بن الزهري بالمدرسة العذراوية عوضا عن الشيخ شهاب الدين ابن نشوان نزل له ولولديه عنه انتهى وقد مرت ترجمة القاضي تاج الدين هذا في المدرسة الشامية البرانية. وقال تقي الدين الأسدي في جمادى الأولى سنة ثلاثين وثمانمائة: وفي يوم الأحد سابع عشره حضر يحيى بن بدر الدين المدني الدرس بالمدرسة العذراوية وحضر عنده الحاجب والقاضيان الشافعي والمالكي وجماعة من الفقهاء ودرس درسا عجيبا وعجز عن الكلام وتلعثم في الدرس فإن المذكور ليس هناك كذا توجه من الوجوه وكان الدرس المذكور قد نزل عنه الشيخ شهاب الدين بن حجي للشيخ جمال الدين الطيماني قبل فتنة الملك الناصر فرج وتوفي الشيخ جمال الدين ولم يحضر بها ثم أن الخليفة قرر ولده الشيخ جمال الدين في وظائف والده ثم أن الشيخ شهاب الدين بن حجي أخذ تدريس العذراوية بمرسوم نائب الشام نوروز فلما توفي الشيخ شهاب الدين بن حجي نزل عنها للشيخ شهاب الدين بن نشوان ثم نزل عنها في مرض موته للقاضي تاج الدين بن الزهري ثم أن القاضي تاج