للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى. وقال في سنة تسع وتسعين وخمسمائة: وممن توفي فيها من الأعيان الأمير فلك الدين أبو منصور سليمان بن شروة ابن خلدك أخو الملك العادل لأمه وكانت وفاته في السابع والعشرين من المحرم ودفن بداره التي جعلها مرسة داخل باب الفراديس في محلة الأفتريس وقف عليها الجمان بكمالها تقبل الله منه انتهى. وقال الأسدي في سنة تسع وتسعين هذه: واقف الفلكية سليمان بن شروة بن خلدك الأمير الكبير فلك الدين أبو منصور أخو الملك العادل لأمه توفي في المحرم ودفن بداره التي جعلها مدرسة داخل باب الفراديس ووقف عليها قرية الجمان انتهى. وقال ابن شداد: وليها شمس الدين بن سني الدولة ثم من بعده ولده صدر الدين قاضي القضاة أبو العباس أحمد وبعده ولده نجم الدين محمد وبعده شمس الدين بن خلكان. ثم وليها كمال الدين محمد بن النجار ثم من بعده تقي الدين محمد بن حياة الرقي ثم من بعده عزالدين الأربلي ثم تولاها الشيخ المراغي وهو بها إلى الآن انتهى.

قلت: المراغي هذا هو العلامة برهان الدين أبو الثناء محمود بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد المراغي ولد سنة خمس وستمائة واشتغل بالعلم وتقدم وسمع بحلب الشهباء من أبي القاسم بن رواحة وابن الأستاذ١ ودرس بدمشق بالفلكية هذه مدة وأفتى واشتغل بالجامع مدة طويلة وحدث وروى عنه المزي وابن العطار والبزرالي وجماعة وعرض عليه القضاء فامتنع وعرضت عليه مشيخة الشيوخ فامتنع. قال الذهبي: وكان إماما مفتيا مناظرا أصوليا كثير الفضائل وكان مع براعة فيها صالحا زاهدا متعففا عبادا متنفننا بالأصلين والخلاف وكان شيخا طويلا حسن الوجه مهيبا متصوفا وكان لطيف الأخلاق كريم الشمائل عارفا بالمذهب والأصول مكمل الأدوات توفي في شهر ربيع الآخر سنة إحدى وثمانين وستمائة وله نيف وسبعون ودفن بمقابر الصوفية وقال ابن كثير في هذه السنة الشيخ برهان الدين أبو الثناء محمود بن عبد الله بن عبد الرحمن المراغي الشافعي


١ شذؤات الذهب ٥: ١٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>