للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زنكي فاستفاد أبراجا من الفرنج فخافته ورعبت منه وتزوج بابنة نائب دمشق معين الدين أنر وارسلت إليه إلى حلب انتهى. وقال ابن كثير في تاريخه في سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة: وفي صفر منها تزوج السلطان صلاح الدين بالست خاتون عصمة الدين بنت معين الدين أنر وكانت زوجة الملك نور الدين فأقامت مدة القلعة محترمة مكرمة معظمة وولي تزويجها منه أخوها الأمير سعد الدين مسعود بن أنر وحضر القاضي ابن أبي عصرون العقد ومعه جماعة من العدول وبات السلطان عندها تلك الليلة والتي بعدها ثم سافر إلى مصر بعد يومين من الدخول بها انتهى. وقال في سنة إحدى وثمانين وخمسمائة: الست خاتون عصمة الدين بنت معين الدين نائب دمشق وأتابك عساكرها قبل نور الدين كما تقدم وقد كانت زوجة نور الدين ثم خلق عليها من بعده صلاح الدين وكانت من أحسن النساء وأعفهن وأكثرهن خدمة وهي واقفة الخاتونية الجوانية بمحلة حجر الذهب وخانقاه خاتون ظاهر باب النصر في أول الشرف القبلي على بانياس ودفنت بتربتها في سفح قاسيون قريا من قباب الجركسية ولها أوقاف كثيرة غير ذلك انتهى. وقال الأسدي في تاريخه في سنة إحدى وثمانين وخمسمائة: عصمة الدين خاتون بنت معين الدين أنر زوجة السلطان صلاح الدين تزوجها سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة وكانت قبله زوجة نور الدين محمود وكانت من أعف النساء وأكرمهن وأحزمهن ولها صدقات كثيرة وبر عظيم بنت بدمشق مدرسة لأصحاب أبي حنيفة النعمان رضي الله تعالى عنه في محلة حجر الذهب وبنت للصوفية خانقاه خارج باب النصر على بانياس وبنت تربة بقاسيون على نهر يزبد مقابل تربة جركس ووقفت على هذه الأماكن أوقافا كثيرة وكانت وفاتها في شهر رجب كذا قال في المرآة.

وقال الذهببي: توفيت رحمها الله تعالى في ذي القعدة ودفنت بتربتها وبلغ السلطان وفاتها وهو مريض بحران فتزايد مرضه وحزن عليها وتأسف وكان يصدر عن رأيها ومات بعدها أخوها سعد الدين مسعود في جمادى

<<  <  ج: ص:  >  >>