بعده القاضي عزالدين السنجاري إلى أن توفي في سادس عشرين شعبان سنة ست وأربعين وستمائة. ووليها بعده ولده كمال الدين عبد اللطيف في الشهر المذكور في السنة المذكورة واستمر بها إلى حين استيلاء التتار على دمشق في صفر من سنة ثمان وخمسين وستمائة فوليها في أيام التتار القاضي شمس الدين عبد الله بن محمد بن عطاء الحنفي إلى حين عود الشام إلى يد المسلمين فعاد كمال الدين عبد اللطيف المذكور وانتزعها من يده ووليها واستمر بها إلى حين توجه الخليفة إلى بغداد فسار معه وقتل بالفلوجة في سنة تسع وخسمين وستمائة وكان ينوب عنه في حال غيبته صدر الدين إبراهيم بن عقبة الحنفي فلما صح قتله وليها القاضي شمس الدين عبد الله بن محمد الحنفي المتقدم ذكره إلى حين توفي وهو متوليها في خامس جمادى سنة ثلاث وسبعين وستمائة ودفن بسفح قاسيون بالتربة المعظمية وكان له من العمر ثمان وسبعون سنة وكان رجلا فاضلا ثم ولي بعده قاضي القضاة مجد الدين أبو المجد عبد الرحمن ابن الصاحب كمال الدين أبي القاسم عمر ابن قاضي القضاة نجم الدين أبي الحسن أحمد ابن قاضي القضاة جمال الدين أبي الفضل هبة الله ابن قاضي القضاة مجد الدين أبي غانم محمد ابن قاضي القضاة جمال الدين أبي الفضل هبة الله ابن قاضي القضاة نجم الدين أبي الحسن أحمد بن أبي جرادة الحنفي وهو مستمر بها إلى سنة خمس وسبعين وستمائة انتهى.
أما ابن عطاء المذكور فقال الذهبي في العبر في سنة ثلاث وسبعين وستمائة: وفيهاتوفي قاضي القضاة شمس الدين عبد الله بن محمد بن عطاء الأذرعي الحنفي وكان المشار إليه في مذهبه مع الدين والصيانة والتواضع والتعفف واشتغل عليه جماعة وتوفي في جمادى الأولى روى عن ابن طبرزد وغيره ومات وقد قارب الثمانين انتهى.
وأما ابن عقبة فقال الذهبي فيها أيضا والصدر بن عقبة الفقيه أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن عقبة البصروي افتى ودرس وولي مرة قضاء حلب وكان ذا همة وجلادة وسعي توفي في شهر رمضان عن سن عالية