الأموي الحنفي الدمشقي مدرس النورية والخاتونية وقاضي العسكر كان صدرا معظما مفتيا رئيسا في المذهب وارتحل إلى بخارى وتفقه هناك وعمر دهرا توفي رحمه الله تعالى في جمادى الآخرة وله تسعون إلا سنة وكان لا يغسل له فرجيه يهبها ويلبس جديدة انتهى. وقال الأسدي في تاريخه في هذه السنة: مسعود بن شجاع بن محمد الإمام برهان الدين بن الموفق القرشي الأموي الدمشقي الحنفي مدرس النورية والخاتونية أيضا إمام خبير بالمذهب درس وأفتى وأشغل وكان ذا أخلاق شريفة وشمائل لطيفة ولد بدمشق ورحل إلى ما وراء النهر فتفقه على شيوخ بخارى وسمع بها من الإمام ظهير الدين الحسن بن علي المرغيناني وجماعة وولي قضاء العسكر لنور الدين وحصل له جاه وافر ودنيا واسعة وكان لا يغسل له فرجية بل إذا اندعكت وهبها ولبس أخرى جديدة وطال زمانه ولد في جمادى الآخرة سنة عشر وخمسمائة وتوفي في جمادى الآخرة أيضا روى عنه الشهاب القوضي في معجمه وابن خليل قال بعضهم وجمع كتابا في الفقه انتهى ودرس بها الحسام الرومي.
قال الصفدي في وافيه في حرف الحاء: الحسن بن أحمد بن أنو شروان قاضي القضاة حسام الدين أبو الفضائل ابن قاضي القضاة تاج الدين أبي المفاخر الرازي الحنفي الرومي ولد سنة إحدى وثلاثين بآق سراي وولي ملطية أكثر من عشرين سنة وخرج إلى الشام سنة خمس وسبعين وستمائة بعد القاضي صدر الدين سليمت وامتدت عليه أيامه إلى تسلطن حسام الدين لاجين فسار إليه سنة ست وتسعين وستمائة فأقبل عليه وولاه القضاء بالديار المصرية وولي ابنه جلال الدين١ مكانه بدمشق ويقي معظما وافر الحرمة إلى أن قتل السلطان حسام الدين وهو عنده فلما زالت لدولة حسام الدين قدم دمشق على مناصبه وقضائه بدمشق وعزل ولده وكان مجمع الفضائل كثير المكارم يتودد إلى الناس له أدب وشعر وفيه خير ومروءة وحشمة