الصفي الحريري كما قال ابن كثير في تاريخه: وهو قاضي القضاة شمس الدين محمد بن عثمان بن أبي الحسن بن عبد الوهاب الأنصاري المعروف بابن الحريري حافظ الهداية.
قال قاضي القضاة نجم الدين الطرسوسي في شرح منظومته: ميلاده بدمشق في عاشر صفر سنة ثلاث وخمسين وستمائة وقرأ الفقة على الشيخ عماد الدين ابن الشماع وعلى الشيخ رشيد الدين بن البصري وتفقه عليه والدي وعمي قاضي القضاة برهان الدين بن عبد الحق وأخوه الشيخ شهاب الدين والشيخ شمس الدين بن هاشم وشيخنا الشيخ نجم الدين وجماعة وشرح الهداية وعلق فوائد فقهية وولي تدريس المدرسة الخاتونية البرانية في سنة ثمان وتسعين وستمائة وولي القضاء بدمشق في يوم الثنين ثاني شهر رمضان سنة تسع وتسعين وستمائة واستناب جدي لأمي اقضى القضاة شمس الدين بن العز وذكر الدرس بالمدرسة الخاتونية ودرس أيضاً قديماً في سنة إحدى وثمانين وستمائة ودرس بالظاهرية بدمشق عوضاً عن القاضي شمس الدين الملطي وفي ثاني عشر ذي القعدة سنة سبعمائة عزله قاضي القضاة جلال الدين وكانت هذه العلة غير صحيحة فإنها لم تكن م السلطان وإنما كانت من الوزير والنائب ولهذا أحكام جلال الدين فيها لاتنفذ ثم في يوم الثلاثاء خامس جمادى الآخرة سنة إحدى وسبعمائة اعيد إلى القضاء بتقليد السلطان فصارت المدة التي لا تنفذ فيها أحكام جلال الدين ستة أشهر ثمانية عشر يوم ودرس بالمدرسة المرشدية والصادرية وولي بعد مدارس العز في ثامن شهر ربيع الأول سنة عشر وسبع عشر وسبع مائة ووصل البريد بطلبه إلى القاهرة حاكماً وتوجه يوم الإثنين العشرين من الشهر المذكور وبلغني ممن اثق بع أنه امتنع عن ركوب البريد وركب بغلته توفي بمصر على القضاء في يوم السبت خامس بجمادي الآخرة سنة ثمان وعشرين وسبعمائة انتهى كلام الطرسوسي. وقد مرت ترجمه لشمس الدين هذا مختصرة في المدرسة الظاهرية.