أنهارك كرحيق السلسبيل جرى ... بين الرياض ونشر المسك رياك
فالحمد لله مولانا وسيدنا ... إذ خصنا وحبانا طيب سكناك
ثم الصلاة على المختار من مضر ... خير البرية من عرب وأتراك
ونزل عن القضاء في أول ذي الحجة سنة ست وأربعين وسبعمائة وتزهد عن الدنيا وانقطع رحمه الله تعالى في منزله بالمزة علىالعبادة والتلاوة إلى أن توفي رحمه الله تعالى يوم الإثنين سلخ ذي الحجة سنة ثمان وأربعين وسلعمائة بمنزله بالمزة ودفن بالمزة بتربة الشيخ علاء الدين الصوابي انتهى. وابنه نجم الدين إبراهيم هذا هو العلامة قاضي القضاة الحنفية بالشام بعد والده كان فقيها بارعا في الفقه صنف عدة مجلدات وله نظم حسن ومذاكرات مفيدة وفهم وسياسية وتودد وملتقى حسن. قال السيد الحسيني في ذيله في سنة ثمان وخمسين وسبعمائة: والامام العلامة قاضي القضاة نجم الدين إبراهيم ابن قاضي القضاة عماد الدين علي بن الطرسوسي الحنفي مولده بالمزة في ثاني المحرم سنة عشرين وسبعمائة وتفقه بوالده وغيره وبرع في الأصول والفقه ودرس وأفتى وناظر وافاد مع الديانة والصيانة والتعفف والمهابة ناب في الحكم عن والده ثم ولي الحكم استقلالا بعده وحدث عن ابن الشيرازي وغيره توفي رحمه الله تعالى في شعبان وولي بعده نائبه القاضي شرف الدين الكفري١ انتهى.
وقال الحسيني أيضا في ذيله في سنة تسع وخمسين وسبعمائة: وفي العشر الأخير من شعبان صرف قاضي القضاة شرف الدين الكفري وقاضي القضاة جمال الدين المسلاتي المالكي عن القضاء بدمشق وولي قاضي الشافعية قاضي القضاة بهاء الدين