الآخرة سنة تسع وخمسين ورد مرسوم من مصر بعود القاضي حميد الدين من حلب المحروسة إلى دمشق بعد أن كان رسم له أن يتوجه إلى بغداد يقيم بها ورد مرسوم أن يقيم بحلب المحروسة ثم ورد في هذا التاريخ أن يعود إلى دمشق وفي يوم الإثنين سابع شهر ربيع الآخر سنة اثنين وستين وصل علاء الدين علي ابن شهاب الدين أحمد بن قاضي عجلون الزرعي إلى دمشق وقد استقر في قضاء الحنفية بها عوضا عن حسام الدين بن العماد وكان لعلاء الدين علي المذكور مدة مقيما بمصر لم ينقض له شغل حتى قام فيها بمال كثير واستقر حسام الدين المذكور في وظيفتين من وظائف الحنفية القصاعين والخاتونية بمال قام به فيها انتهى.
وفي يوم السبت سابع شعبان سنة اثنتين وثمانين توفي قاضي الحنفية بدمشق وهو علاء الدين علي بن شهاب الدين أحمد بن قاضي عجلون الزرعي بل دخول السلطان قايتباي إلى دمشق من البلاد الشمالية بستة أيام من هيبة السلطان وكثرة الشكاوي عليه بمرض الفواق ودفن غربي القلندرية بمقبرة باب الصغير وكان يوم تزيين دمشق لقدوم السلطان وفي يوم الأحد ثامن شهر رمضان سنة اثنتين وثمانين فوض السلطان وهو بقلعة دمشق قضاء الحنفية بها للشيخ شرف الدين موسى بن أحمد بن عيد بحكم وفاة علاء الدين علي ابن قاضي عجلون وفي تاسع شهر رجب سنة أربع وثمانين عزل شرف الدين موسى بن عيد بمصر عن قضاء الحنفية بدمشق وتولى مكانه فيها تاج الدين عبد الوهاب بن شهاب الدين أحمد ابن عربشاه ودخل دمشق في حادي عشرين ذي القعدة منها وقرأ توقيعه نقيبه بهاء الدين الحجيني بمشهد النائب بالجامع وفي سابع شهر رجب سنة خمس وثمانين فوض نيابة القضاء لأمين الدين ابن قاضي القضاة الحسباني وفي ثالث عشرين شوال منها عزل تاج الدين ابن عربشاه عن قضاء الحنفية بدمشق وتولاها عنه محب الدين محمد بن علاء الدين علي بن القصيف ودخل دمشق يوم الإثنين ثامن عشر المحرم سنة ست وثمانين وقد تزلزلت الأرض قبل دخوله بيوم وهو بقبة يلبغا وبها سقطت شرافة على قاضي الحنفية بمصر شرف الدين بن