يقول للنائب خذ من مال الغزي أي شئ أردت فإنه رافضي نصراني فغضب هذا الرجل لكلامه في عالم من العلماء المسلمين فأخذه الله بكلامه فيه عاجلا ثم إنه استلخص منه بعض ما قبضه وحبس في القلعة على الباقي ثم أطلق بعده سفر النائب بعد أن التزم بعمارة جانب من الكلاسة وضمن عليه وسر الناس أجمعون بما وقع فيه ولم يرحمه أحد فإنه لارحم ضعيفا إذا استطال عليه ومن لا يرحم لايرحم وأما كذبه وفجوره وترافعه للخلق أجمعين فإنه شاع وذاع وضرب به الأمثال وعلمه القاصي والداني فنسأل الله القادر أن يريح البلاد والعباد منه إنه على كل شئ قدير انتهى. وقال في رجب سنة عشرين وثمانمائة: وفي يوم الأربعاء حادي عشرية دخل النائب إلى الجامع واجتمع القاضي والفقهاء وقرىء عليه أسماء المتصدرين فقطع منهم طائفة ممن لا استحقاق له ورسم لمن بقي أن يترتبوا على الأوقاف ورتب لهم كاتب غيبة وظهر من النائب في هذا المجلس معرفة وذكاء وحسن مقصد انتهى. وقال في جمادى الأولى سنة تسع وعشرين وثمانمائة: وفي هذا الشهر أسكن سوق اشبك الساقي الذي هو بسوق النائب القريب من البزوريين أسكن جماعة مفرقين بأجرة يسيره وقد كان عزمهم أن ينقلوا سوق التجار الذي بالنحاسين إلى سوق النائب فلم يتفق ذلك وجاء مرسوم السلطان بأن يرد سوق التجار إلى الرماحين على عادة ما كان قبل الفتنه فإنه كان التجار في القماشين في هذا السوق مع أن أكثرهم كان في البهنسة وقف الجامع فأخذ العرب المملوك الذي معه الكتاب وذهب الكتاب واستمر التجار في أماكنهم ولو أنه اتفق نقلهم لنقص وقف الجامع نقصا فاحشا هذا مع أنه نقص في هذه السنة عن العام الماضي أكثر من ستين ألفا واستمرت هذه الدكاكين عطلا إلى أن انسكنت في هذا الشهر انتهى. وقال في شعبان ثلاثين وثمانمائة: وفي هذا الشهر كشفوا على رأس الجسور بالجامع الأموي فوجدوا بضعة عشرة جسرا قد تآكلت فشرعوا في عملها طول الشهر وجاء رمضان والأمر على حاله وكان يعزل أيام الجمع للصلاة وبقية الأيام يصلي في المشهد والرواقات انتهى. وفي هذه السنة أخذ النائب سودون بن عبد الرحمن