٢٣- بالقرب من الربوة قال الحافظ ابن ناصر الدين في مسودة توضيحه: النيرب من قرى الغوطة وهي قرية حسناء من محاسن قرى دمشق من إقليم بيت لهيا كثيرة المياه والبساتين وبها جامع حسن تقام فيه الجمعة ويقال في شرقيه قبر حنة أم مريم عليهما السلام. وقال ابن شداد: وليست مريم بنت عمران "ولها حكاية" في تاريخ دمشق لابن عساكر أن الخضر عليه السلام ينتاب هذا المسجد ويصلي فيه ويروي أن عيسى عليه السلام كان فيه انتهى.
وقال ابن كثير في سنة أربع وثلاثين وسبعمائة: الصدر أمين الدين محمد بن فخر الدين بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن محمد بن يوسف ابن أبي العيش الأنصاري الدمشقي باني المسجد المشهور به بالربوة على حافة بردى والطهارة الحجارة إلى جانبه والسوق الذي هناك وله بجامع النيرب ميعاد ولد سنة ثمان وخمسين وستمائة وسمع البخاري وحدث به وكان من أكابر التجار ذوي اليسار توفي بكرة يوم الجمعة وقت أذان الفجر سادس المحرم ودفن بتربته بقاسيون وقال البزالي وفي بكرة يوم الجمعة وقت أذان الفجر سادس المحرم من سنة الآخرة المذكورة توفي الشيخ الصدر أمين الدين أبو عبد الله محمد ابن فخر الدين أحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن محمد بن يوسف بن أبي العيش الأنصاري الدمشقي وصلى عليه عقيب الجمعة بجامع دمشق ودفن بتربته بسفح قاسيون شمالي الجامع المظفري وسألته عن مولده فقال: كنت رضيعا سنة ثمان وخمسين وستمائة وبيني وبيت تاج الدين بن الشيرازي رضاع سمع صحيح البخاري على ابن أبي اليسر والجماعة في سنة ست وستين وستمائة وحدث به قبل موته بأشهر ودخل اليمن في التجارة وكان رجلا جيدا فيه خير ودين وعمر تحت الربوة مسجدا وطهارة وانتفع الناس بذلك وتكلم في جامع النيرب وفي وقفه ووقف فيه ميعاد حديث قبل الجمعة انتهى.
وقد خرب هذا الجامع الذي بالنيرب وبطلت الصلوات فيه من مدة سنين