للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن صلاح الدين يوسف بن أيوب بن شادي فاتح بيت المقدس قال ابن كثير في سنة عشر وستمائة: ولد الملك العزيز١ للظاهر غازي وهو والد الملك الناصر صاحب دمشق واقف الناصريتين انتهى وكان مولد الناصر هذا بحلب في سنة سبع وعشرون وستمائه ولما توفي أبوه في سنة أربع وثلاثين وستمائه بويع بحلب بالسلطنة وعمره سبع سنين وقام بتدبير مملكته جماعة من مماليك أبيه العزيز وكبيرهم الشمس لؤلؤ وكان الأمر كله من رأي جدته أم أبيه ضيفة خاتون ابنة الملك العادل أبي بكر بن أيوب ولهذا سكت الملك الكامل لأنها أخته فلما توفيت سنة أربعين اشتد الناصر واشتغل عنه الكامل بعمه الصالح ثم فتح عسكره له حمص سنة ست وأربعين فوليها عشر سنين وفي سنة اثنتين وخمسين دخل بابنة السلطان علاء الدين صاحب الروم٢ وهي بنت ابنة العزيز وكان حليما جوادا موطأ الأكناف حسن الأخلاق حسن السيرة في الرعايا محببا إليهم كثير النفقات ولا سيما لما ملك دمشق مع حلب فيه عدل في الجملة وقلة جور وفيه صفح وكان الناس معه في عيشة هنية إلا وقت إدارة الخمور وكان للشعراء دولة في أيامه وكان مجلسه مجلس ندماء وأدباء ثم خدع وعمل عليه حتى وقع في قبضة التتار فذهبوا به إلى هولاكو٣ فأكرمه فلما بلغه كسرة جيشه على عين جالوت غضب وتنمر وامر بقتله فتذلل له وقال: ما ذنبي فأمسك عن قتله فلما بلغه كسرة بيدرا على حمص استشاط غضبا وأمر بقتله وقتل شقيقه الملك الظاهر عليا فقتلا.

قال الذهبي في العبر في سنة تسع وخمسين وستمائة: وقيل بل قتله في الخامس والعشرين من شوال سنة ثمان ودفن بالشرق وكان قد أعد تربة برباطه الذي بناه بسفح قاسيون فلم يقدر دفنه به وكان شابا أبيض مليحا حسن الشكل بعينيه قبل قال ابن كثير في سنة أربع وخمسين وستمائة: وفيها أمر الناصر بعمارة الرباط الناصري بسفح قاسيون وذلك عقيب فراغ الناصرية


١ شذرات الذهب ٥: ١٦٣.
٢ شذرات الذهب ٥: ١٦٨.
٣ شذرات الذهب ٥: ٣١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>