للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ابن نزار، فلحقتا بقومهما، وكل واحدة منهما في شهرها توقّع أن تلد؛ فتزوّج سلمى مالك بن ثعلبة، فولدت مالك بن مالك على فراشه؛ وتزوّج الناقميّة معاوية بن بكر، فولدت له صعصعة على فراشه، فجعلت سلمى ترقّص مالك بن مالك، ابنها وتقول: «وأبيبي ربيتي وفديت زنيتي»، فسمّي الزّنية؛ فوفد حضرمي بن عامر (١) أحد بني الزّنية في نفر على النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، فقال: ممن أنتم، قال: من بني أسد، قال: أيّ بني أسد، قال: بنو الزّنية، قال: أنتم بنو الرّشد، قالوا: لا نكون مثل بني محولة، رغبوا عن أبيهم؛ يعنون بني عبد الله بن غطفان، كانوا بني عبد العزّى، فقال النبيّ، صلّى الله عليه وسلّم: أنتم بنو عبد الله، فغلب عليهم؛ فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، لحضرميّ بن عامر: «أتقرأ من القرآن شيئا، قال: نعم، قال: فاقرأ، فقرأ: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى* الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى، وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى، والذي امتنّ على الحبلى، فأخرج منها نسمة تسعى بيد شغاف وحشا؛ فقال النبيّ، صلّى الله عليه وسلّم:

لا تزيدوا فيها، فإنها كافية شافية» (٢).

فولد مالك بن مالك: القين، وكعبا، وحييّا؛ فولد كعب زفر، وعدّيا، وضبّا؛ فولد ضبّ: همّاما، وجعشما؛ فولد همّام: موألة؛ فولد موألة: كوزا، وعامرا (٣)، ومجمّعا، وصخرا، وزيدا، وعريبا، وحبيلا،


(١) حضرمي بن عامر بن مجمّع: شاعر فارس سيد، وفد إلى النبي.
انظر المؤتلف والمختلف ص ١٥٥.
(٢) في الإصابة ١/ ٣٤٠: وفد بنو أسد بن خزيمة، وكتب لهم النبيّ كتابا فتعلم حضرمي سورة عَبَسَ وَتَوَلَّى فقرأها فزاد فيها، فقال النبي: لا تزد فيها.
(٣) حضرمي بن عامر: شاعر فارس سيّد.
المؤتلف والمختلف للآمدي ص ١٥٥.

<<  <   >  >>