للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هؤلاء بنو أسيّد بن عمرو بن تميم، وهؤلاء بنو عمرو بن تميم وهؤلاء بنو تميم بن مرّ.

قال الكلبيّ: لمّا ضرب امرأة تميم بن مرّ المخاض خرج يتفأل (١)، فإذا هو بموضع قد انخرق عليه منه السيل، فرجع وقد ولدت، فسمّاه زيد مناة، ففيه العدد والشرف؛ ثمّ ضربها المخاض بولد، فخرج فإذا هو بضبع تجرّ كاهل جزور فقال: «أعثى به رثية تأوي الى كاهل شديد»؛ أعثى: كثير الشعر، ورثية أي خمع (٢)؛ فرجع وقد ولدت غلاما فسمّاه عمرا، ففيهم البأس والنجدة؛ ثمّ ضربها المخاض بولد ثالث، فخرج يتفأل، فإذا هو بمكّاء (٣) ساقط على عوسجة قد جفّ نصفها، فقال: «لئن كنت أسريت وأثريت، لقد أصلدت واكديت» (٤) فولدت غلاما فسمّاه الحارث؛ ففيهم القلّة وليسوا بشيء.


(١) يتفأل: الفأل ضد الطّيرة، ويكون فيما يحسن ويسوء، والطيرة فيما يسوء.
لسان العرب «فأل».
(٢) خمعت الضّبع تخمع خمعا وخموعا، عرجت، والخوامع الضباع، اسم لها لازم، والخماع: العرج.
لسان العرب «خمع».
(٣) مكّاء: طائر، وجمعه مكاكي.
(٤) في الاشتقاق ص ٦ - ٧: خرج تميم بن مرّ وامرأته سلمى بنت كعب تمخّض، فإذا هو بواد قد انبثق عليه لم يشعر به، فقال: اللّيل والسّيل! فرجع وقد ولدت غلاما، فقال: لأجعلنّه لإلهي، فسمّاه زيد مناة، ثمّ خرج خرجة أخرى وهي تمخّض فإذا هو بضبع تجرّ كاهل جزور، فقال: أعثى به رثية، يأوي إلى ركن شديد- أعثى يعني الضّبع، والرّثية يعني الضّرع- فولدت عمرا. ثم خرج وهي تمخّض فإذا بمكّاء يغرّد على عوسجة قد يبس نصفها وبقي نصفها، فقال: «لئن كنت قد أثرمت وأسريت لقد أجحت واكديت» فولدت غلاما فسمّاه الحارث، وهم أقلّ تميم عددا.

<<  <   >  >>