للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اللّيل، فلمّا أمسى نزل في القلت فلم يرجع وفقد، وأراد عمر الرحيل حين أصبح، فأتيته فأخبرته بمكان زوجي، فأقام عليه ثلاثا فلمّا كان اليوم الرابع ارتحل، وأقبل شريك، فقال له الناس: اين كنت، فقد أقام عليك أمير المؤمنين فأتى عمر وفي كفه ورقة خضراء تواريها الكفّ، ويشتمل بها الرجل فتواريه، فقال: يا أمير المؤمنين خرجت في طلب دلوي في القليب فإذا أنا بسرب ودلوي فيه، فأتاني آت فأخرجني الى أرض لا تشبهها أرضكم، وبساتين لا تشبه بساتين أهل الدنيا، فتناولت منه شيئا، فقيل لي: ليس هذا إبّان (١) ذلك؛ فأخذت ورقة فهي معي، فإذا ورقة تين، فدعا عمر كعب الأحبار:

فقال: أتجد في كتبكم أنّ رجلا من أمّتنا يدخل الجنّة ثمّ يخرج منها، قال: نعم، وإن كان في القوم أنبأتك به؛ قال: فهو في القوم؛ فتأمّلهم فقال: هو هذا. فجعل شعار بني نمير «يا خضراء» بهذه الورقة الى اليوم.

قال هشام: وشعار بعض عامر «يا جعد الوبر»، فاذا اجتمعوا في المغازي قالت نمير: [يا خضراء] (٢)، فيقول الآخرون: يا جعد الوبر.

فقال رجل من بني عامر:

ما لقيت خضراء من جعد الوبر … ظلّ بها مبركها على حجر

فإذا قالوا هذا وقع بينهم شرّ وقتال.

وولد عامر بن نمير: مالكا، وهو الأصقع، وكعبا، والأثرم، وزيدا، والحارث، وحفصا، وهو عبدياليل، وعمرا، وعلاجا.


(١) إبّان: إبّان كل شيء بالكسر والتشديد، وقته وحينه الذي يكون فيه.
(٢) في الأصل: ساقطة، والزيادة عن جمهرة أنساب العرب ص ٢٧٩.

<<  <   >  >>