للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بمثل هذا الكتاب إلّا قتله، فإذا خرجت من عندي فلا أرينّك.

قال: لا، بل احملني إليه.

قال: قتيبة: إنّه قاتلك إذا؛ قال: احملني إليه.

فحمله على البريد، فلمّا صار بباب الحجّاج، أخبر الحجّاج أنّ يحيى بن يعمر بالباب؛ فدعا بمصحف فوضع بين يديه، ثمّ أدخله، فقال: أنت القائل إنّ الحسن والحسين- عليهما السلام- ابنا رسول الله- صلّى الله عليه [وسلّم]؛ قال: نعم.

قال الحجّاج: لتخرجنّه من هذا المصحف أو لاقتلنّك (١). قال:

فصفّح يحيى بن يعمر في المصحف حتى بلغ وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنا وَنُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى وَهارُونَ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ* وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى وَإِلْياسَ (٢).


(١) في وفيات الأعيان ٦/ ١٧٤: حكى عاصم بن أبي النجود المقرئ: أن الحجّاج ابن يوسف الثقفيّ بلغه أن يحيى بن يعمر يقول: أن الحسن والحسين- رضي الله عنهما من ذرية رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- وكان يحيى يومئذ بخراسان، فكتب الحجّاج إلى قتيبة بن مسلم والي خراسان أن أبعث إليّ بيحيى بن يعمر، فبعث إليه فقام بين يديه، فقال: أنت الذي تزعم أن الحسن والحسين من ذريّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم-؟ والله لألقينّ الأكثر منك شعرا، أو لتخرجن من ذلك، قال: فهو أماني إن خرجت؟ قال: نعم، قال: فإنّ الله جلّثناؤه يقول:
«ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلّا هدينا، ونوحا هدينا من قبل، ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون، وكذلك نجزي المحسنين، وزكريّا ويحيى وعيسى»، وما بين عيسى وإبراهيم أكثر مما بين الحسن والحسين ومحمد- صلّى الله عليه وسلّم-، فقال الحجّاج: ما أراك إلا قد خرجت، والله لقد قرأتها وما علمت بها قط.
(٢) الأنعام، آية ٨٤، ٨٥.

<<  <   >  >>