للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مدحاً لأنه جمع خارجة وهي الطائفة التي تخرج للغزو في سبيل الله)) (١) .

ويقول صاحب كتاب وفاء الضمانة الإباضي: ((وكان الصفرية -إحدى فرق الخوارج- مع أهل الحق منا في النهروان)) (٢) .

ولا أدري معنى لهذا الحرص من بعض الإباضية على عدم دخولهم في دائرة الخوارج. فإذا كانت الإباضية -كما هو معروف- تتولى المحكِّمة ويعتبرونهم سلفاً صالحاً لهم وينفون عنهم اسم الخارجية فلماذا تذكر بعض كتبهم لفظة المحكمة وتفسرها بين قوسين ((بالخوارج)) كما فعل السالمي في كتابه عمان تاريخ يتكلم! والأغرب من هذا أنه يسمي الخوارج في العصر العباسي بالمحكِّمة كما نرى في نص كلامه حين يقول موازناً بين قوة الخوارج في الدولتين الأموية والعباسية يقول:

((ولم تكن قوة المحكِّمة أو ((الخوارج)) في العصر العباسي كما كانت في العهد الأموي)) .

ثم يمضي المؤلف المذكور ذاكراً شواهد من مناوءة المحكِّمة أو الخوارج للعباسيين، ويمثل للخوارج بأئمة الإباضية المعتبرين عندهم مما يدل على أن لا فرق بين الخوارج والإباضية في التسمية والمبادئ (٣) .

ومن هنا يتبين لنا أن تسميتهم باسم الخوارج قديمة وجدت قبل ظهور الأزارقة، سواء كان ذلك من التنبأ بظهورهم على لسان النبي صلى الله عليه وسلم أو في


(١) نقله عنه على يحيى معمر الأباضى كما تقدمت الإشارة إليه. انظر: ص ٣٨٤ من كتابه الأباضية بين الفرق الإسلامية.
(٢) وفاء الضمانة بأداء الأمانة للعيزابي: ٣/ ٢٢.
(٣) انظر عمان تاريخ يتكلم ص ١١٧، ١٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>