للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تفضلاً ومنة بالرسالة مثل سائر الأنبياء والرسل.

وهو عليه الصلاة والسلام غني عن مبالغات الصوفية وأكاذيبهم الحمقاء، فكل ما قرره أقطاب الصوفية من أولهم إلى آخرهم حول الحقيقة المحمدية ونشوء الخلق عنها فإنه كلام خارج عن عقيدة المسلمين من دان فلا حظ له في الإسلام بل هو مجوسي وثني.

يعتقدون كما قرره ابن عربي أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعرف القرآن قبل نزوله بل إنه على حسب زعمهم هو الذي يعلم جبريل الذي بدوره يوحيه إلى محمد صلى الله عليه وسلم ثانية (١) .

ومن الصوفية مثل أبي يزيد البسطامي من يزعم أن الرسل كانوا أقل من مرتبتهم حيث قال: "خضنا بحراً وقف الأنبياء بساحله" (٢) وهذه الافتراءات كلها إلحاد وزندقة وشبهات مظلمة وإبطالها مما لا يشق على مسلم عرف شيئاً عن تعاليم الإسلام، فإن القرآن منزل من عند الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل عليه السلام وهذه هي عقيدة كل مسلم، من لم يؤمن بها أو شك فيها فلا حظ له من الإسلام ولا صلة بينه وبين المسلمين.

[٦ - الولاية وبيان بعض المصطلحات الصوفية]

تطلق كلمة ولاية في اللغة العربية (٣) ، على عدة معان منها التابع، المحب والصديق والناصر.

أما معناها في مفهوم الصوفية فهي تنتهي أخيراً في مصب وحدة الوجود،


(١) هذه هي الصوفية ص ٨٩، ينقله عن كتاب الكبريت الأحمر للشعراني ص ٦.
(٢) انظر: شطحات الصوفية ص٣١.
(٣) انظر: مادة ولي تهذيب اللغة الأزهري ١٥/٤٤٧، ونزهة الأعين النواظر ص ٦١٤، والمختار من الصحاح ص٥٨٣، وغير ذلك من كتب اللغة.

<<  <  ج: ص:  >  >>