للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن دارس الفرق قلما يوجه همه إلى إيضاحها وتفصيلاتها إلا عند الضرورة.

والذي نود الإشارة إليه هنا أن الإباضية أفكاراً عقدية وافقوا فيها أهل الحق، وعقائد أخرى جانبوا فيها الصواب.

١- أما ما يتعلق بصفات الله تعالى: فإن مذهب الإباضية فيها أنهم انقسموا إلى فريقين: فريق نفى الصفات نفياً تاماً خوفاً من التشبيه بزعمهم، وفريق منهم يرجعون الصفات إلى الذات فقالوا أن الله عالم بذاته وقادر بذاته وسميع بذاته إلخ الصفات فالصفات عندهم عين الذات، قال أحمد بن النضر:

وهو السميع بلا أداة تسمع *** إلا بقدره قادر وحداني

وهو البصير بغير عين ركبت *** في الرأس بالأجفان واللحظان

جل المهمين عن مقال مكيف *** أو أن ينال دراكه بمكان

أو أن يحيط به صفات معبرس *** أو تعتريه هماهم الوسنان (١)

ويقول السالمى:

أسماؤه وصفات الذات ... *** ليس بغير الذات بل عينها فافهم ولا تحلا

وهو على العرش والأشيا استوى *** وإذا عدلت فهو استواء غير ما عقلا

وإنما استوى ملك ومقدرة *** له على كلها استيلاء وقد عدلا

كما يقال استوى سلطانهم فعلى ... *** على البلاد فحاز السهل والجبلا (٢)


(١) كتاب الدعائم ص: ٣٤.
(٢) غاية المراد ص: ٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>