في تعميم الحكم عليهم، والذين حكموا عليهم بأنهم كغيرهم من فرق المسلمين أهل السنة قد تساهلوا، بل الأولى أن يقال في حق كل فرقة ما تستحقه من الحكم حسب قربها أو بعدها عن الدين.
وإطلاق ما أطلقته النصوص في الحكم العام، ويتوقف عن إطلاق التكفير المخرج من الملة على المعين إلا بعد إقامة الحجة عليه، أو إذا ظهر كفره من قوله أو فعله أو اعتقاده.
وإلى هنا ينتهي المطلوب بالنسبة لفرقة الخوارج، وقد تركنا مسائل كثيرة للخوارج (١) يجدها الباحث حين يرجع إلى ما كتبه علماء الفرق عنهم، وربما يجمع تلك المسائل كلها وجميع فرقهم وما يتعلق بهم رسالة ماجستير تسمى:((الخوارج تاريخهم وآراؤهم الاعتقادية وموقف الإسلام منها)) لكاتب هذه الأسطر، وقد ذكرتها من باب تسهيل الرجوع إلى ما يتعلق بالخوارج لمن يهمه دراسة هذه الفرقة بالتفصيل.
********************************
(١) كبحث موقف الخوارج من رؤية الله عز وجل وإنكارهم لها في الدنيا والآخرة. وموقفهم من القول بخلق القرآن واعتقادهم أن ذلك حق يجب الإيمان به واختلافهم في مسائل القدر إلى ثلاث طرائف مؤيدة للقدرية ومؤيدة للجبرية وموافقة لمذهب السلف - وكذا إنكار الخوار لوجود الجنة والنار الآن - أي قبل يوم القيامة. وإنكار أكثرهم لعذاب القبر غير طائفة الإباضية. وموقف الخوارج من الشفاعة وإنكارهم لها غير الإباضية الذين يثبتونها فقط للمتقين وإنكارهم الميزان والصفات الثابتة له. وإنكارهم الصراط والصفات الثابتة له، واختلافهم في حقيقة الإيمان هل هو الإقرار والمعرفة فقط أو هو قول وعمل واعتقاد أكثرهم عدم زيادة الإيمان ونقصه. وموقفهم من قضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإن ذلك يتم عندهم بالعنف والقوة وليس له مراتب وغير ذلك من المسائل التي تهم دارس هذه الفرقة بالتفصيل والتدقيق وما ذكرته عنهم فإنما هو من باب الإيجاز والتنبيه.