للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الروافض، واعتقاده كفر. ومذهب زيد أن علم الله تعالى أزلي قديم، وأن كل شيء بتقديره سبحانه، وأن من النقص في علم الله أن يغير إرادته لتغير علمه (١) ولم يتأثر بعقائد الإمامية في هذا.

٧- لم يقل بالرجعة المزعومة عند الشيعة. وهي بدعة غريبة، وهي أن كثيراً من العصاة سيرجعون إلى الدنيا ويجازون فيها قبل يوم القيامة، وينتصف أهل البيت ممن ظلموهم، كما أنه يرجع أقوام آخرون لا عقاب عليهم لينظروا ما يحل بمن ظلم أهل البيت (٢) ، إلى غير ذلك من الآراء التي تهم أهل الاختصاص والتفرغ لدراستها.

ولكن: هل استمر الزيدية على هذه المبادئ التي قيلت عن زيد.

والجواب: لا، فقد جاءت طوائف حرفت مذهب زيد، ورفضوا خلافة الشيخين (٣) ، وقالوا بالرجعة (٤) وعصمة الأئمة وغير ذلك من أقوال فرقهم الأربع التي هي: الجارودية، والسليمانية أو الجريرية، والبترية أو الصالحية، واليعقوبية. وأشهرها الجارودية.


(١) الإمام زيد ص ٢١١ وانظر مواقف الرافضة منه ((مقالات الإسلامية جـ١ صـ١١٣)) .
(٢) انظر مقالات الأشعرية ج١ ص ١٤٤ عن الفرقة البترية منهم، وص ١٤٥ عن فرقة اليعقوبية حيث ظلوا على رأى زيد في إنكار الرجعة.
(٣) كما هو مذهب الجارودية فيهما ومذهب السليمانيه في تكفيرهم عثمان رضي الله عنه عند الأحداث التي نقمت عليه أو البراءة منه كما هو مذهب البترية أصحاب الحسن بن صالح بن حي والنعيمية أصحاب نعيم بن اليمان حيث تبروأ من عثمان ومن محارب علي وشهدوا عليه بالكفر وذكر الأشعري بعد ذكره ما تقدم أن الفرقة الخامسة من الزيدية يتبرأون من أبي بكر وعمر.
(٤) كالفرقة الخامسة منهم فإنهم لا ينكرون رجعة الأموات قبل يوم. ((المقالات جـ١ صـ١٤٥)) .

<<  <  ج: ص:  >  >>