للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالموت مرتين في الدنيا وغيرهم مرّة واحدة؟

٤- إنه على عزم الشيعة بإعادة هؤلاء وإيقاع العذاب عليهم في الدنيا - فيه نفع لهؤلاء المبعوثين إلى الدنيا إذ يعلمون حينئذ أنهم أخطئوا فيتوبون حتما توبة نصوحاً، والتوبة مقبولة في الدنيا ولو بعد الرجعة، فكيف بعد ذلك يمكن تعذيبهم، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له. فوجب على معتقد الشيعة برجعتهم أن يقولوا بأنهم في الآخرة في الجنّة لصدق توبتهم في الدنيا في الحياة الثانية.

إلى غير ذلك من الردود التي تدحض مذهب الشيعة في القول بالرجعة، وأنه خلاف العقل والنقل والواقع، والله الهادي إلى سواء السبيل (١) .

ومما ينبغي الإشارة له هنا أنه قد خرج عن القول بالمهدي على تلك الصورة المزعومة عند الشريعة بعض فرقهم كالزيدية، وقد أنكروا عودة المهدي وردّوها بروايات عن الأئمة أيضاً، وكفى الله المؤمنين القتال.

وقد سبقت الإشارة إلى هذه القضية في درس الزيدية، كما سبقت الإشارة إلى أن الشيعة ليسوا كلهم على مذهب واحد في المهدي المنتظر، وإنما اشتهر اسم محمد بن الحسن العسكري بالمهدي المنتظر، لأنها عقيدة الرافضة الإمامية في عصرنا الحاضر.


(١) انظر مختصر التحفة الإثنى عشرية ص ٢٠١ - ٢٠٣، ص ٢٩٤.
وانظر أيضاً بحار الأنوار للمجلسي فيما ينقله عنه إحسان إلهى رحمه الله في كتابه الشيعة والتشيع من ص ٣٧٦ إلى ص ٣٩٠.
وانظر دراسة عن الفرق في تاريخ المسلمين ص ١٤٨ - ١٥٢.
وانظر الشيعة في الميزان ص ٧٧ - ٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>