للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوقت الحاضر، نجد الدروز يلعنون درزي مع أن نسبتهم إليه، ويقدمون حمزة ويقدسونه، وسبب خلافهم على درزي وسبهم له هو موقف حمزة منه، فقد أراد درزي أن يستقل بالإمامة.

ثم كذلك تسرعه في إظهار العقيدة الدرزية التي تنادي بألوهية الحاكم قبل أن يرضى حمزة عن ذلك التوقيت لإعلانها، فقد أظهر درزي ألوهية الحاكم سنة ٤٠٧هـ، بينما أحب حمزة إظهارها سنة ٤٠٨هـ، وهي السنة التي كان يعتبرها الدروز أولى سني تقويمهم (١) .

إلا أن الأستاذ محمد حمزة يذكر أن الدروز يجلون درزي إلى اليوم (٢) .

وينبغي ملاحظة أن الدعوة إلى تأليه الحاكم بدأت في حدود سنة ٤٠٠هـ سرية، فلما أنس أشرار الدعوة من قوتهم أظهروها، وكان أول من أظهرها محمد بن إسماعيل الدرزي ((نشتكين)) ليحظى بسبق التقدم بها إلى الحاكم وتجاهل زميليه في الخيانة وهما حمزة بن علي الزوزني والحسن بن حيدرة الفرغاني كبار شياطين الدعوة الإسماعيلية، الذين استولوا على عقل الحاكم وحولوه إلى عقائدهم المجوسية الوثنية التي تجعل من الحكام آلهة.

وقد صار حمزة فيما بعد صاحب الميدان وله الكلمة النافذة والطاعة


(١) طائفة الدروز ص ٧٤ - ٧٥.
(٢) التآلف بين الفرق الإسلامية ص ١١٧، ولعل محمد حمزة وهم في التفريق بين شخصين كان لهما نفس اللقب أحدهما يلعنه الدروز ويتبرءون منه، والثاني يحترمونه؛ الأول يقال له دَرَزي ((بفتح الدال والراء)) وهو محمد بن إسماعيل نشتكين الذي أعلن إلوهية الحاكم وغضب عليه حمزة. والثاني يقال له دُرْزي ((بضم الدال وسكون الراء)) وهو منصور أنوشتكين الدرزي، وقد كان هذا الرجل أحد قواد الحاكم بأمر الله، وهو الذي يجله الدروز ويحترمونه وانتسابهم إنما هو إليه، وهو خلاف ما يذكره كثير من كتاب الفرق.
انظر: إسلام بلا مذاهب ص ٢٥ (أضواء على العقيدة الدرزية ص ٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>