للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عين فتشغلهم عن الله. لقد انفردوا مع الله راسخين لا يتزلزلون عن عبوديتهم مع الله طرفة عين (١) .

ويرى ابن عربي في فتوحاته المكية أن هذا الاسم أطلق عليهم؛ لأنهم أخفوا مكانتهم الشريفة في العامة، فكأن المكانة تلومهم حيث لم يظهروا عزتها وسلطانها (٢) .

وقد شبههم المنوفي في كتابه جمهرة الأولياء بأهل الكهف في فتوتهم وحالهم، حين قال في التعريف بهم: "الملامة نعت لإبدال أهل الفتوة، واسم الملامية أو الملامتية أطلق علي قوم يلومون أنفسهم مع حسن أحوالهم ونموها"، وقد استفاض المنوفي في الأمثلة للملامتية وحشر كثيراً من الناس أمثلة للفتوة (٣) .

وقد قسم شيخ الإسلام الملامية إلي قسمين:

ملامية يفعلون ما يحبه الله ورسوله ولا يخافون لومة لائم في ذلك، وهؤلاء هم أهل الملام المحمود.

وملامية يفعلون ما يبغضه الله ورسوله ويصرون على الملام في ذلك والصبر عليه، وهؤلاء هم أهل الملام المذموم.

قال: "وبهذا يحصل الفرق بين الملامية الذين يفعلون ما يحبه الله ورسوله


(١) هذا النص عن مقدمة رسالة الملامتية تحقيق د. أبو العلا العفيفي ص٢٠، وأما في الفتوحات المكية فإن النص يبدأ من قوله: "لقد انفردوا مع الله.." الخ ٣/٣٩.
(٢) الفتوحات المكية ٣/٤٠.
(٣) جمهرة الأولياء ١/١٢٢ - ١٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>