٦- أن المذهب الصوفي ظهر بعد القرون الثلاثة الأولي أي في القرن الرابع الهجري.
٧- أنه اشتد بعد النصف الثاني من القرن الثامن والتاسع والعاشر حين ظهرت آلاف الطرق الصوفية.
٨- أن التصوف كان معروفاً في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كما قال الهجويري من علماء الصوفية، وهذا من أبطل الأقوال (١) .
والذي يظهر لي من بين هذه الاختلافات أن التصوف ظهر بعد الإسلام في شكل زهد ورغبة في الدار الآخرة، وكبح جماح النفس في حب الدنيا مهما أمكن، ثم صارت الأمور على هذا المفهوم، ثم لحقه ما يلحق غيره من سائر المبادئ والأفكار من حب التطوير وإدخال شتى المفاهيم بقصد تهذيب الفكرة وتقديمها في شكل متكامل، بغض النظر عن مطابقتها للحق أو مجانبتها له.
على أن أقطاب التصوف وهم يبنون هذا المسلك لم يوفقوا إلى الابتعاد عن شتى التيارات والأفكار المخالفة للإسلام والتأثر بها، وظهورها واضحة
(١) انظر: كشف المحجوب للهجويري ص ٧٧٢، التصوف الإسلامي وتاريخه تأليف نيكلسون ترجمة (أبو العلا العفيفي) ص٣، دائرة المعارف الإسلامية ٥/٢٦٦، اللمع للطوسي ص٤٢، الرسالة القشيرية١/٣، عوارف المعارف للسهروردي ص٦٣، الصوفية والفقراء ص٥، وانظر: الفكر الإسلامي ص٣٣-٣٦ عبد الرحمن عبد الخالق، التصوف المنشأ والمصادر ص٤٠-٤٨ الفصل الرابع للشيخ إحسان إلهي، الصوفية معتقداً ومسلكاً ص٥٣ بعنوان "حول التصوف في التاريخ الإسلامي" د. صابر طعيمة.