للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تركتكم على المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك" (١) .

وهذا الاسم - الفرقة الناجية - يشمل كل من اتصف بالعقيدة الصحيحة التي كان عليها الصحابة ومن استن بسنتهم واهتدى بهديهم وربما أخذت التسمية أيضاً من حديث افتراق الأمة حيث أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن الفرق كلها هالكة إلا واحدة هي الناجية (٢) وهم الصحابة ومن تمسك بهديهم وهذا الوصف لا ينطبق إلا على السلف الذين اتبعوا الصحابة بإحسان.

ويجب أن نلاحظ أن السلف حين تسموا بهذه التسمية لا يقصدون من ورائها الشهادة لأنفسهم بالجنة ولا تزكية أنفسهم وإنما المقصود بها إظهار ما هم عليه من التمسك بكتاب الله وسنة رسوله الكريم وهما مصدر النجاة ولا يمنع أن تكون التسمية من باب التفاؤل أو من باب إظهار البراءة من المخالفين كما يرى البعض ولا مانع من ملاحظة كل ذلك.

٤- تسميتهم أهل الحديث (٣) والسنة

كثير من العلماء يطلق هذه التسمية على السلف أهل السنة كشيخ الإسلام وغيره من رجال العلم.

وإذا أطلقوا في تسميتهم فقالوا أهل الحديث والسنة فإنهم لا يريدون التقسيم إنما هما عندهم بمعنى واحد فالسنة هي الحديث والحديث هو السنة حسب ما يظهر من صنيع المحدثين من السلف.

ولكن ينبغي الانتباه إلى أن بعض علماء السلف قد يطلق تسمية أهل


(١) أخرجه البخاري مع الفتح ج ١٣ص ٢٩٣ كتاب الاعتصام.
(٢) أخرجه ابن ماجه ج ٢ ص ١٣٢٢ كتاب الفتن.
(٣) الحديث: هو ما أضيف إلى النبي صلى الله علسه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة - كما تقدم.

<<  <  ج: ص:  >  >>