قرينة صريحة في أن المراد بالعين: النقد من غير تطويل، وهكذا.
مع عدم تسليم خلو التطويل من فائدة، فالبيان بعد الإجمال مقصد بلاغي معروف، فهو أبلغ في ثبوت المعنى، وأقوى في البيان، فإذا اقتضاه المقام كان راجحا على الاختصار.
وإلى هذا أشار الشيخ ـ رحمه الله سبحانه وتعالى ـ بقوله:
في رأي الاكثر وقوع المشترك … وثالث للمنع في الوحي سلك
وأشار بقوله:
إطلاقه في معنييه مثلا … مجازا أو ضدا أجاز النبلا
إلى أن استعمال اللفظ المشترك في جميع معنييه، أو معانيه، في وقت واحد، من متكلم واحد، جائز عند الإمام الشافعي، والقاضي أبي بكر ـ رحمهما الله سبحانه وتعالى ـ والجمهور.
كأن تقول: اشتريت كذا بالنقد، تعني أنك اشتريته بالعين على الحلول.
واحتجوا بقوله سبحانه وتعالى جل من قائل: (ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض) إلى قوله جل من قائل سبحانه وتعالى: (وكثير من الناس) وذهب أبو هاشم، وأبو الحسن البصري، والكرخي، إلى امتناعه.
وقيل: يجوز بمجرد القصد، لا من حيث اللغة، ونسب للغزالي والرازي ـ رحمهما الله سبحانه وتعالى ـ.
وقيل: يجوز في النفي، ولا يجوز في الإثبات، فتقول ـ مثلا ـ: ما رأيت عينا، تريد العين الباصرة، والعين الجارية، وعين النقد، ولا يجوز أن تقول: رأيت عينا، وأنت تريد أكثر من معنى.
وقيل: يجوز في الجمع نحو عندي عيون، ولا يجوز في الإفراد.
واختلف فيه على رأي الأولين، هل هو حقيقة، وهو منسوب للإمام الشافعي، والقاضي أبي بكر ـ رحمهما الله سبحانه وتعالى ـ لأنه موضوع لكل منهما.
وأورد عليه أنه إنما وضع لكل واحد على حدته، والشيء مع غيره غيره، لا مع غيره. وقيل: مجاز، لأنه استعمال له في غير ما وضع له، واختاره ابن الحاجب، والسبكي ـ رحمهما