للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي هو السبع، والمعنى المقصود الذي هو الرجل الشجاع ـ وهي الشجاعة ـ ظاهرة ..

وما حكي من الخلاف في هذا النوع، ضعيف بين الضعف، فليس بحيث يعتد به.

وما عول عليه في نثر الورود من منعه في القرآن الكريم، بحجة جواز نفيه، ليس بشيء، فنفيه إنما يكون باعتبار معنى غير المعنى المراد، وليس فيه محذور، وقد تنفى الحقيقة ليدل على أبلغية المعنى المجازي في المعنى الذي وضع له لفظها، كما في آية (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) وكما في حديث " ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب " (١) وحديث " أتدرون من المفلس؟ (٢) وغيرهما كثير. … وأما المجمع على منعه، فهو ما لا يفيد المقصود، لكونه معقدا، بأن يقصد المتكلم باللفظ لازما من لوازم المعنى الأصلي لا يقصد به عادة، فيتعذر الانتقال من المعنى الأصلي إليه، لعدم عهد اتخاذه واسطة في الإطلاق، فيترتب على ذلك خفاء المقصود، لخفاء العلاقة، وذلك كأن تقول: زيد حمار، تريد أنه رمادي اللون ـ مثلا ـ فالحمار - وإن كان رمادي اللون – إلا أنه إنما تعهد استعارته للرجل بعلاقة البلادة، واستعارته له بعلاقة رمادية اللون غير معهودة.

وأما النوع المختلف فيه، فهو ما تقدم من حمل اللفظ على حقيقته ومجازه، وحمل المشترك على أكثر من معنى.

وإلى هذا أشار الناظم ـ رحمه الله سبحانه وتعالى ـ بقوله:

ومنه جائز، وما قد منعوا … وكل واحد عليه أجمعوا

ما ذا اتحاد فيه جاء المحمل … وللعلاقة ظهور أول

ثانيهما ما ليس بالمفيد … لمنع الانتقال بالتعقيد

ثم قال الناظم ـ رحمه الله سبحانه وتعالى ـ:

وحيث ما استحال الاصل ينتقل … إلى المجاز أو لأقرب حصل

معناه أنه إذا امتنع حمل اللفظ على حقيقته عقلا، أو عادة، أو شرعا، حمل على


(١) متفق عليه.
(٢) رواه مسلم، والترمذي، والإمام أحمد.

<<  <  ج: ص:  >  >>