للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتدخل في الفعل الإشارة، كإشارته على أبي بكر - رضي الله سبحانه وتعالى عنه - أن كما أنت (١).

وإشارته برأسه حين قالت له عائشة ـ رضي الله سبحانه وتعالى عنها ـ في مسواك بيد أخيها: آخذه لك؟ (٢).

والهم، ويعرف بالقرائن، كما روي من همه حين استسقى وعليه خميصة سوداء أن يأخذ بأسفلها فيجعله أعلاها، فثقلت عليه، فقلبها على عاتقه (٣).

وكهمه أن يلعن الذي هم بالمجح قبل الاستبراء لعنا يدخل معه قبره (٤).

والتقرير، كما أشار إليه ـ رحمه الله سبحانه وتعالى ـ بقوله: وفي الفعل انحصر تقريره، فإذا فُعل شيء بحضرته وسكت عليه، أو بغير حضرته وعلم به، وسكت عليه، دل ذلك على أنه غير محرم.

وكذلك سكوته على القول أيضا، فهو تقرير لمضمونه.

وقوله - رحمه الله سبحانه وتعالى -: كذي الحديث والخبر، معناه أن السنة يرادفها الحديث والخبر.

ولما كانت حجية السنة متوقفة على العصمة بدأ بها، فقال:

والانبياء عصموا مما نهوا … عنه ...................

والمعنى أن النبي ـ صلى الله تعالى عليه وسلم ـ وغيره من الأنبياء ـ عليهم الصلاة والسلام ـ معصومون من الوقوع في الذنوب بالإطلاق، فلا يصدر منهم ذنب، لا كبيرة ولا صغيرة، لا عمدا ولا سهوا، ومعصومون أيضا من الوقوع في المكروه، لندور صدوره من الأولياء، فكيف بالأنبياء ـ عليهم الصلاة والسلام ـ ـ

ولم يكن لهم تفكه


(١) متفق عليه.
(٢) رواه البخاري.
(٣) رواه أبو داوود والإمام أحمد، وهو حديث صحيح.
(٤) رواه مسلم وأبو داوود والدارمي والإمام أحمد.

<<  <  ج: ص:  >  >>