قال الناظم ـ رحمه الله سبحانه وتعالى ـ:
يقول عبد الله وهو ارتسما … سُمى له والعلوي المنتمى
الحمد لله على ما فاضا … من الجدا الذي دهورا غاضا
وجعل الفروع والأصولا … لمن يروم نيلها محصولا
وشاد ذا الدينَ بمن ساد الورى … فهْو المجلِّي والورى إلى ورا
محمد منوِّر القلوب … وكاشف الكرب لدى الكروب
صلى عليه ربنا وسلما … وآله ومن لشرعه انتمى
هذا وحين قد رأيت المذهبا … رجحانُه له الكثير ذهبا
وما سواه مثل عَنْقا مُغْرِب … في كل قُطر من نواحي المغرب
أردت أن أجمع من أصوله … ما فيه بُغية لذي فصوله
منتبذا عن مقصدي ما ذُكرا … لدى الفنون غيره محررا
سميته مراقي السعود … لمبتغي الرقي والصعود
أستوهب الله الكريم المددا … ونفعه للقارئين أبدا
قوله: ارتسمى معناه: ثبت، وسمى: مثلث السين لغة في الاسم، والاسم يطلق في مقابلة الفعل والحرف، فيتناول الأسماء كلها، ويطلق في مقابلة الكنية واللقب، ويراد به ما وضع علما للشيء وضعا أوليا، وما وضع له بعد ذلك، ينظر فإن دل على ذم أو مدح، فهو اللقب، وإن تصدر بابن، أو أب، أو بنت، أو أخ، أو نحو ذلك، فهو كنية.
وقوله: وهو ارتسما سما له، معناه أن عبد الله اسم علم له، كما أنه صفة له كغيره، دفع بهذا توهم عدم الاسمية، وأنه إنما أراد الوصف.
قوله والعلوي: نسبة إلى علي بن أبي طالب أو علي آخر من ذريته، كما قال الناظم ـ رحمه الله تعالى ـ.
والحمد: المدح والثناء، وفاض فَيضا وفُيوضا وفَيَضانا: جرى وتدفق، وفي نسخة: أفاض، بهمزة التعدية.
والجدا ـ بفتح الجيم مع القصر والمد ـ: النفع والعطاء، من جداه جَدْوا، والجداء بضم