للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ما فيه نفي فارق ـ ولو بِظَنْ ـ … جلي، وبالخفي عكسَه استبن

كون الخفي بالشبه دأبا يستوي … وبين ذين واضح مما رُوِي

قيل الجلي وواضح وذو الخفا … أولى مساو أدون قد عرفا

معناه أن القياس ينقسم إلى جلي وخفي، والجلي هو ما قطع فيه بنفي الفارق، أو كان احتمال الفارق فيه ضعيفا.

أولهما: كقياس الأمة على العبد في سراية العتق، وفي تشطر الحد.

والثاني: كقياس العمياء على العوراء في المنع من التضحية، الثابت بحديث: " أربع لا تجزئ في الأضاحي " (١) ووجه الفارق المحتمل أن يقال: العمياء تعلف، والعوراء توكل إلى نفسها في المرعى، وهي ناقصة البصر، فيكون العور مظنة الهزال دون العمى.

والقياس الخفي: خلافه، وهو ما كان احتمال الفارق فيه قويا، كقياس القتل بمثقل على القتل بمحدد في وجوب القصاص.

وهذا هو مراد الشيخ ـ رحمه الله سبحانه وتعالى ـ بأول الأبيات.

وقيل: ينقسم القياس إلى جلي، وواضح، وخفي، والجلي هو: ما تقدم، والخفي: قياس الشبه، والواضح: ما بينهما.

وهذا هو مراد الشيخ ـ رحمه الله سبحانه وتعالى ـ بالبيت الثاني.

وقيل: الجلي: الأولى، والواضح: المساوي، والخفي: الأدون.

وهو مراد الشيخ ـ رحمه الله سبحانه وتعالى ـ بالبيت الثالث.

قياس العلة وقياس الدلالة والقياس في معنى الأصل

وما بذات علة قد جمعا … فيه، فقيس علة قد سمعا

جامع ذي الدلالة الذي لزم … فأثر، فحكمها، كما رسم

قياس معنى الأصل عنهم حقق … بما دعي الجمع بنفي الفارق


(١) رواه أبو داوود والنسائي وابن ماجة والإمام مالك والإمام أحمد بألفاظ متقاربة، وهو حديث صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>