للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

فالموافقة في الكبير كمثال الناظم ـ رحمه الله سبحانه وتعالى ـ والمشابهة فيه: ككنى وناك. والموافقة في الأكبر: كهدم وهذم، والمشابهة فيه: كمثال الناظم ـ رحمه الله سبحانه وتعالى ـ والله سبحانه وتعالى أعلم.

والاعجمي فيه الاشتقاق … كجبراءيل قاله الحذاق

معناه أن الأسماء العجمية يقع فيها الاشتقاق، وعزاه في نشر البنود للأصفهاني ـ رحمهما الله سبحانه وتعالى ـ وذكر أنه احتج به بما جاء أن اسم جبريل ـ على نبينا وعليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ـ مشتق من الجبروت.

وذكر في الحلي أن الذي ذكره الأصبهاني إنما هو منع ذلك، جاعلا الاشتقاق من خصائص العربية.

والخبر الذي ذكر لم أقف على ذكره في شيء من كتب التخريج.

والمعنى الذي ذكر الشيخ ـ رحمه الله سبحانه وتعالى ـ صحيح، فوجود أصول عربية في بعض لغات العجم، أمر معلوم اليوم، كما أن وجود أصول أعجمية في العربية معلوم أيضا، واشتراك أسماء متعددة متقاربة في المعنى في حروف معينة، معروف أيضا في ألسنة العجم، والله سبحانه وتعالى أعلم.

كذا اشتقاق الجمع مما أفردا … ونفي شرط مصدر قد عهدا

معنى أول الشطرين، أن الجمع مشتق من المفرد، وكذلك المثنى، فرجلان مشتق من رجل، وكذلك رجال، وكذلك المنسوب كقرشي، والمصغر كفليس، وعلى هذا فالحرف يشتق منه، لجواز النسبة إليه، كما هو قول ابن مالك ـ رحمه الله سبحانه وتعالى ـ:

وضاعف الثاني من ثنائي … ثانيه ذو لين، كلا ولائي

ومعنى الشطر الثاني، أن الاشتقاق لا يشترط فيه وجود مصدر بالفعل، ولا استعماله، فقد يشتق من مصدر مقدر.

قال في النشر: فالجمود لا ينافي الاشتقاق، وذكر أن نحو عسى، وليس، من الأفعال التي ليست متصرفة، مشتق، وظاهره قصد العموم، والمتجه أن ذلك يتوقف على استقراء. وأما اجتماع عدم التصرف مع الاشتقاق فبين جدا، ومن أمثلته قول ابن مالك ـ رحمه الله

<<  <  ج: ص:  >  >>