للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سماك الهالكىّ بن عمير «١٨» بن عمرو بن أسد، وبنو عمير يلقّبون القيون، ومسجد سماك بالكوفة معروف، وكان من أهلها، فخرج أيام علىّ عليه السلام هاربا حتى لحق بالجزيرة، فمدحه الأخطل فقال «١٩» :

نعم المجير سماك من بنى أسد ... بالمرج «٢٠» إذ قتلت جيرانها مضر

قد كنت أحسبه قينا وأنبؤه «٢١» ... فاليوم طيّر «٢٢» عن أثوابه الشّرر

ويروى [٦٣] :

قد كنت أنبؤه فينا وأخبره ... إن سماكا بنى مجدا لأسرته

حتى الممات، وفعل الخير يبتدر

فقال سماك: يا أخطل؛ أردت مدحى فهجوتنى؛ كان الناس يقولون قولا فحقّقته.

فلما هجا سويدا قال له سويد: يا أبا مالك؛ ما تحسن أن تهجو، ولا أن تمدح؛ لقد أردت مدح الأسدى فهجوته، يعنى قوله:

قد كنت أحسبه قينا

كان الناس يقولون قينا فحققتها، وأردت هجائى فمدحتنى؛ جعلت وائلا كلها حمّلتنى أمورها، وما طمعت فى بنى ثعلبة فضلا عن بكر؛ فزدتنى تغلب «٢٣» .

وكتب إلىّ أحمد بن عبد العزيز، أخبرنا عمر بن شبّة، قال: حمل الأخطل حمالات فى قومه، فقدم الكوفة فلقى رجالات بكر بن وائل، فسألهم، فقال له الغضبان بن القبعثرى: نعم ونعمة عين، أنت مخيّر: فإن شئت فألفين، وإن شئت فدرهمين. فقال: وما الألفان؟ وما الدرهمان؟ قال: إن شئت أعطيتك ألفين فلم يعطك مثلها من قومك إلا قليل، وإن شئت أعطيتك درهمين فلا يبقى من بكر بن وائل أحد إلا أعطاك درهمين، وأكتب لك إلى البصرة، فتأتى قومك، فتخارج لك بكر كلّها وترجع، وقد جمعنا لك، فيسهل على قومك الخرج، ويكثر لك النيل.

<<  <   >  >>