للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وذكر البيتين. فبلغ ذلك كثيرا، [فقال] «١٢» : لله علىّ أن أقول مثلها فيه، وقال:

وإنّ أمير المؤمنين هو الذى ... غزا كامنات النّصح منى فنالها

فأشاح له عليها؛ أى أعرض له عن ذلك.

وحدثنا ابن دريد، قال: أخبرنا أبو حاتم، عن أبى عبيدة، قال: قال محمد بن على لكثيّر: تزعم أنك من شيعتنا، وتمدح آل مروان؟ قال: إنما أسخر منهم، وأجعلهم حيات وعقارب، وآخذ أموالهم. وقد كان عتب على عبد العزيز بن مروان، فنفر عنه بعض النفور، فقال:

وكنت عتبت معتبة فلجّت ... بى الغلواء عن سنن العتاب

فما زالت رقاك تسلّ ضغنى ... وذكرهما.

فقال عبد الملك لعبد العزيز: ما مدحك، إنما جعلك راقيا للحيّات. فذكر ذلك عبد العزيز لكثيّر؛ فقال: قد فعلها! أما والله لأجعلنّه حيّة ثم لا ينكر ذلك. وقال لعبد الملك:

يقلّب عينى حيّة بمحارة ... أضاف إليها الساريات سبيلها

ويروى:

أضاف إليها السّيل وعرا سبيلها

يصدّ ويغضى وهو ليث خفيّة «١٣» ... إذا أمكنته عدوة لا يقيلها

فأعطاه عبد الملك وأحسن إليه.

أخبرنا إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوى، قال: أخبرنا أحمد بن يحيى النحوى، قال: قال إسحاق الموصلى: ذكروا أنّ [٦٩] محمد بن على قال: ويحك يا كثيّر، أنت من شيعتنا.. وذكر مثله إلى آخره.

<<  <   >  >>