لمياء فى شفتيها حوّة لعس «٢٧» ... وفى اللّثات وفى أنيابها شنب
ثم أنشده «٢٨» : أبت هذه النفس إلّا ادّكارا فلما بلغ إلى قوله:
إذا ما الهجارس غنّينها ... يجاوبن بالفلوات الوبارا «٢٩»
فقال له نصيب: الفلوات لا تسكنها الوبار. فلما بلغ إلى قوله «٣٠» :
كأنّ الغطامط من غليها ... أراجيز أسلم تهجو غفارا «٣١»
قال له نصيب: ما هجت أسلم غفارا «٣٢» قطّ. فانكسر الكميت وامسك.
وأخبرنى محمد بن أبى الأزهر، قال: حدثنا محمد بن يزيد النحوى، قال: حدثت أن الكميت بن زيد أنشد نصيبا فاستمع له فكان فيما أنشده:
وقد رأينا بها حورا منعّمة ... بيضا تكامل فيها الدّلّ والشنب
فثنى نصيب خنصره. فقال له الكميت: ما تصنع؟ قال: أحصى خطأك، تباعدت فى قولك: «تكامل فيها الدّلّ والشنب» ؛ هلّا قلت كما قال ذو الرمة:
لمياء فى شفتيها حوّة لعس.. البيت.
ثم أنشده فى أخرى:
كأنّ الغطامط من جريها «٣٣» ... أراجيز أسلم تهجو غفارا
فقال له نصيب: ما هجت أسلم غفارا. فاستحيى الكميت وسكت. قال: وهما من قبيلة واحدة.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute