للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال المبرد: والذى عابه نصيب به قوله: «تكامل فيها الدّلّ والشنب» قبيح جدا، وذلك أنّ الكلام لم يجر على نظم، ولا وقع إلى جانب الكلمة ما يشاكلها؛ وأول ما يحتاج اليه القول أن ينظم على نسق، وأن يوضع على رسم المشاكلة.

وحدثنى على بن عبد الرحمن، قال: أخبرنى يحيى بن على المنجم، عن أبيه، عن إسحاق الموصلى، قال: أنشد الكميت ذا الرّمة وهما فى الحمام، فجعل ذو الرمة يعقد، فقال له الكميت: ما هذا الذى تعقد؟ قال: أحسب خطأك، أخبرنى عن قولك:

أم هل ظعائن بالخلصاء رابعة ... وإن تكامل فيها الأنس والشّنب

ما الأنس من الشنب؟ ألا قلت كما قلت: «لمياء فى شفتيها ... » البيت.

حدثنى إبراهيم بن محمد العطار، عن الحسن بن عليل العنزى، قال: حدثنا أبو الحسن اليزيدى، قال: حدثنا محمد بن سلام، قال: بلغنى عن الأصمعى أنه قال: لم يتعلّق على بشّار بشىء وتعلق على الكميت؛ أى أخطأ.

حدثنى على بن أبى عبد الله الفارسى، قال: أخبرنى أبى، عن عيسى بن إسماعيل العتكى، قال: قال لى محمد بن العجاج، قال بشار: ما كان الكميت شاعرا. قيل له:

كيف وهو يقول:

أنصف امرئ من نصف حىّ يسبّنى ... لعمرى لقد لا لقيت خطبا من الخطب

هنيئا لكلب إنّ كلبا تسبّنى ... وإنى لم أردد جوابا على كلب

لقد بلغت كلب بسبّى حظوة ... كفتها قديمات الفضائح والوصب [٩٧]

فقال بشار: لا بلّ شانئك «٣٤» ، أترى رجلا لوضرط ثلاثين سنة لم يستملح منه شىء؟

قال ابن السكيت: يقال: بلّ الرجل من مرضه وأبل واستبلّ.

حدثنى أحمد بن محمد الجوهرى، وأحمد بن إبراهيم الجمال؛ قالا: حدثنا الحسن بن عليل العنزى، قال: حدثنا أحمد بن بكير الأسدى، قال: حدثنى محمد بن أنس

<<  <   >  >>