للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأسدى السلامى، عن محمد بن سهل راوية الكميت، قال: قدم ذو الرمة الكوفة فلقيه الكميت، فقال له: إنى قد عارضتك بقصيدتك. قال: أى القصائد؟ قال:

قولك «٣٥» :

ما بال عينك منها الماء ينسكب ... كأنه من كلى مفريّة سرب

قال: فأىّ شىء قلت؟ قال: قلت:

هل أنت عن طلب الأيفاع منقلب ... أم «٣٦» هل يحسّن من ذى الشّيبة اللّعب

حتى أتى عليها. قال: فقال له: ما أحسن ما قلت، إلا أنك إذا شبهت الشىء ليس تجىء به جيدا كما ينبغى، ولكنك تقع قريبا، فلا يقدر إنسان أن يقول أخطأت ولا أصبت؛ تقع بين ذلك، ولم تصف كما وصفت أنا ولا كما شبهت. قال: وتدرى لم ذاك؟

قال: لا. قال: لأنك تشبه شيئا قد رأيته بعينك، وأنا أشبّه ما وصف لى ولم أره بعينى.

قال: صدقت، هو ذاك.

حدثنى إبراهيم بن محمد العطار، عن العنزى، قال: حدثنى أبو النّضر، قال:

حدثنى محمد بن الهيثم المقرئ الكوفى، قال: جاء حماد الراوية إلى الكميت فقال: أكتبنى شعرك. قال: أنت لحّان ولا أكتبك شعرى. قال: فوسم شعره بشىء أجهد أن يخرج ذاك من قلبى إذ كان على طريق الغضب فلا يخرج. قال: فقال له: وأنت شاعر؟ إنما شعرك خطب.

أخبرنى محمد بن أبى الأزهر، قال: حدثنا محمد بن يزيد النحوى، قال: زعم الأصمعى أنّ الكميت أخطأ فى قوله «٣٧» :

أرعد وأبرق يا يزي ... د فما وعيدك لى بضائر

وزعم أنّ هذا البيت الذى يروى لمهلهل مصنوع محدث، وهو قوله:

أنبضوا معجس «٣٨» القسّى وأبرقنا كما توعد الفحول الفحولا

<<  <   >  >>