وأن «أرعد» خطأ، وأنه لا يقال إلّا «رعد وبرق» إذا أوعد وتهدد، وهو «يرعد ويبرق» ، وكذلك يقال: رعدت السماء وبرقت، وأرعدنا نحن وأبرقنا: إذا دخلنا فى الرعد والبرق. وقال الشاعر:
فقل لأبى قابوس ما شئت فارعد
قال: وروى غير الأصمعى «٣٩» : أرعد وأبرق على ضعف.
وأخبرنا أبو بكر الجرجانى، قال: حدثنا المبرّد، قال: حدثنا الجرمى، عن الأصمعى، قال: أنشدنا أبو عمرو لرجل من كنانة «٤٠» :
إذا جاوزت من ذات عرق ثنية ... فقل لأبى قابوس ما شئت فارعد
قال: وقال ابن أحمر «٤١» :
يا جلّ ما بعدت عليك بلادنا ... فابرق بأرضك ما بدالك وارعد «٤٢»
قال الجرمى: كان الأصمعى ينشد هذا بعقب رده على الكميت قوله:
أرعد وأبرق يا يزيد
ويقول: ليس [٩٨] هذا بكلام فصيح.
وأخبرنى محمد بن العباس، قال: حدثنا محمد بن يزيد النحوى، قال: حدثنى عمرو بن بحر الجاحظ، قال: اجتمعنا فى مجلس بالعسكر نتذاكر الشعر، فقلنا: كان الأصمعى لا يقول «أرعد وأبرق» فى الوعيد، ويقول «رعد وبرق» ، ويزعم أنّ الكميت أخطأ فى قوله: