فقال: مصيدا وجلدا! لم تصنع شيئا، أفرغت مدحك فى عمر بن عبيد الله بن معمر، إذ قلت- وقال الأصمعى: فقال له: أتقول فى ابن معمر:
حول ابن غراء حصان إن وتر ... فاز وإن طالب بالوغم «٤٥» اقتدر
إذا الكرام ابتدروا الباع بدر
وتقول فى:
بين ابن مروان قريع الإنس ... وابنة عباس قريع عبس
فقال: يا أمير المؤمنين؛ إن لكل شاعر غربا، وإن غربى ذهب فى ابن معمر. وقال أبو عبيدة: فقال: فإنّ لكلّ شاعر حمة، وكانت هذه الأرجوزة حمتى فقذفتها.
وكتب إلىّ أحمد بن عبد العزيز، أخبرنا عمر بن شبّة، عن أبى عبيدة، قال:
حدّث عبيد الله بن عمر أبا عمرو بن العلاء- وأنا أسمع، ويونس إلى جنبى- قال:
وفدءت إلى الوليد بن عبد الملك؛ وحدثنى على بن عبد الرحمن، قال: حدثنى يحيى بن على بن يحيى المنجّم، عن أبيه، قال: حدثنى إسحاق بن إبراهيم، عن أبى عبيدة، قال: سمعت عبيد الله بن عمر القرشى- أخا عثمان بن عمر القرشى قاضى المنصور- يحدّث أبا عمرو بن العلاء، قال: وفدت إلى الوليد بن عبد الملك فبينما أنا قاعد عنده دخل عليه العجاج فأنشده:
أمسى الغوانى معرضات صدّدا ... وقد أرانى للغوانى مصيدا
ملاوة كأنّ فوقى جلدا
قوله: ملاوة: مدة من الدهر. والجلد: أن يموت ولد الناقة فتمنع درها فيؤخذ جلد فصيل فيحشى تبنا- وهو البوّ- فيوضع بين يديها فتنكره بعينها وترأمه بقلبها فتدرّ؛ فقال له الوليد: أمّا لعمر بن عبيد الله بن معمر فتقول «٤٦» :
حول ابن غراء حصان إن وتر ... فات وإن طالب بالوغم اقتدر