الرّقيّات- حيث عتب عليه فى مدحه إياه: إنك قلت فى مصعب بن الزبير [١١٥]«٦٩» :
إنما مصعب شهاب من الله ... تجلّت عن نوره الظّلماء
وقلت فىّ:
يأتلق التاج فوق مفرقه ... على جبين كأنّه الذّهب
فوجه عيب عبد الملك إنما هو من أجل أن هذا المادح عدل به عن الفضائل النفسية التى هى العقل والعفة والعدل والشجاعة وما جانس ذلك، ودخل فى جملته إلى ما يليق بأوصاف الجسم فى البهاء والزينة، وذلك غلط وعيب.
وبنيت عند مقام ربّك قبة ... خضراء كلّل تاجها بالفسفس «٧٢»
فسماؤها ذهب وأسفل أرضها ... ورق تلألأ فى البهيم الحندس
فما فى هذه الأبيات شىء يتعلق بالمدح الخفى؛ وذلك أن كثيرا من الناس لا يكونون كآبائهم فى الفضل؛ ولم يذكر هذا الشاعر شيئا غير الآباء، ولم يصف الممدوح بفضيلة فى نفسه أصلا.