للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قد كنت أحسبه فينا وأنبؤه ... فاليوم طيّر عن أثوابه الشّرر

فاراد أن يمدحه فهجاه. فكيف نجيز للمحدثين مع تصفّحهم لأشعار الأوائل وعلمهم بها مثل هذا الجنون.

نرجع الآن إلى ما ابتدأنا به. فمن ابتداءاته المذمومة قوله «٥٠» :

خشنت عليه أخت بنى خشين «٥١»

وهذا الكلام لا يشبه خطاب النساء فى مغازلتهن، وإنما أوقعه فى ذلك محبّته هاهنا للتجنيس، وهو بهجاء النساء أولى.

وقال «٥٢» :

لما تفوّفت الخطوب سوادها ... ببياضها غنيت «٥٣» به فتفوّفا «٥٤»

فسرقه من قول الآخر:

قصر الليالى خطوه فتدانى ... وثنين قائم صلبه فتحانى

ما بال شيخ قد تخدّد لحمه ... أفنى ثلاث عمائم ألوانا

سوداء داجية وسحق مفوّف ... وأجدّ لونا بعد ذلك هجانا [١٨٤]

ومن استعماله الغريب الذى يستبشع مثله من العجاج ورؤية قوله- وهو يصف ظبية «٥٥» :

تقرو بأسفله ربولا غضّة ... وتقيل أعلاه كناسا فولفا

أراد ملتفّا. ويقال الإنسان يقرو الأرض، إذا سار فيها ينظر حالها وأمرها. والرّبول:

<<  <   >  >>