للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إنّ الديار بميّفا ... هيّجن حزنا قد عفا

أبكيننى لشقاوتى ... وجعلن رأسى كالقفا

[٢٣٥] فقال: يا بنى، والله ما تستأهل بهذا جارية ولا غلاما، ولكن أمّك منى طالق ثلاثا إذ ولدت مثلك! أخبرنى محمد بن العباس، قال: حدثنا محمد بن أحمد، قال: حدثنا عمر بن شبّة، قال: حدثنى أبو يحيى الزهرى، قال: أخبرنا أبو نباتة، قال: قال رجل لأخ له: إنى قد قلت شعرا. فقال: هذا شىء يجزع منه العقلاء، فأنشدنيه. فقال:

هل تعرف الدار بالقفيننا

قال: الدار قد ذكرتها الشعراء، والقفيننا لعله موضع، وإنه على ذلك سمج ردىء! قال:

أبكيننا فأحزنيننا

فقال: عتق ما يملك «٤١» إن زدت آخر إن لم أطرحك فى البئر! حدثنى يوسف بن يحيى بن على بن يحيى المنجم، عن أبيه، عن جده، قال:

أنشدنى إسحاق الموصلى لنفسه فى محمد بن راشد الخناق، وقد كان إسحاق قال فيه:

إذا حرّك الشّرب الكرام رءوسهم ... فأير حمار فى حرّ ام ابن راشد

لقد بشرت منه القوابل أمّه ... بألأم مولود لألأم والد

فجمع محمد بن راشد عدة من الشعراء المتخلفين، وسألهم أن يهجو إسحاق، فهجوه بشعر ساقط ترك لتخلفه. فقال إسحاق لما بلغه ذلك:

وأبيات شعر رائعات كأنها ... إذا أنشدت فى القوم حسنها سحر

تحفّز واقلولى «٤٢» لردّ جوابها ... أبو جعفر يغلى كما غلت القدر

فلم يستطعها غير أن قد أعانه ... عليها أناس كى يكون لهم ذكر

<<  <   >  >>