والكلامُ على هذهِ الآية في التفاسيرِ مشهور، وهذه الخَصلةُ الجاهِلِيّةُ مَوجودة اليومَ في كَثيرٍ من النَّاسِ، لا سِيَّما مَن انتسبَ إلى الصَّالِحينَ وهو عنهم بِمراحِلَ، فَيَتَعاطَى الأعمالَ السِّحريَّةَ مِن إمساكِ الحَيَّاتِ، وضرْبِ السِّلاحِ، والدُّخولِ في النِّيرانِ، وغيرِ ذلك مِمَّا وَرَدَتِ الشَّريعةُ بإبطالِهِ، فَأعْرَضوا، ونبذوا كتابَ الله وَراءَ ظُهورِهِم، واتَّبَعوا ما ألْقاهُ إليهِم شَياطينُهُم، وادَّعَوا أنَّ ذلِكَ مِنَ الكَراماتِ، مَعَ أنَّ الكَرامةَ لا تصدرُ عن فاسِقٍ، ومَن يَتَعاطى تلكَ الأعمال فِسْقُهُم ظاهِرٌ لِلْعَيانِ، ولِذا اتَّخَذوا دِيْنَهم لَعِبًا ولَهْوًا، وفي مِثلهم قالَ تَعالى [الكهف: ١٠٤] : {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}[الكهف: ١٠٤]
[التناقض في الانتساب]
التناقض في الانتساب (العشرون) : تَناقضهُم في الانْتِسابِ. فَيَنْتَسِبونَ إلى إبراهيمَ عليه السلام وإلى الإسلامِ، مَعَ إظْهارِهِمْ تَرْكَ ذلكَ، والانتسابَ إلى غيرِه.
[صرف النصوص عن مدلولاتها]
صرف النصوص عن مدلولاتها (الحادية والعشرون) : تَحْرِيفُ كلامِ الله مِن بعدِ ما عَقَلوهُ وهُمْ يَعْلَمونَ. ولَكَمْ في هذا العَصْرِ مَنْ هو على شاكِلَتِهمْ، تَراه يَصْرِفُ النُّصوصَ، وَيُؤوِّلُها إلى ما يَشْتَهيهِ مِن الأهْواءِ.