للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي المسند عن بشير بن الخصاصية أنه قال: يا رسول الله إن لنا جيرانًا لا يدعون لنا شاذة ولا فاذة إلا أخذوها، فإذا قدرنا لهم على شيء أفناخذه؟ فقال: "لا، أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك" (١).

وفي السنن عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم: أنه قيل له: إن أهل الصدقة يعتدون علينا، أفنكتم من أموالنا بقدر ما يعتدون علينا؟ قال: "لا" (٢)، رواه أبو. داود وغيره.


لم يطلع على ما للحديث من شواهد؛ لأنه لو أطلع عليها لما وسعه إلا تقويته بها، وهذا بناء على ما قرره عن قواعد التقوية في "الرسالة".
(١) أخرجه أحمد (٥/ ٨٣)، وانظر ما بعده، وليس فيه: أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك، فقد يكون شيخ الإسلام -رحمه الله- قد زادها بالمعنى.
(٢) إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (٥/ ٨٣) (٢٠٨٠٥)، وأبو داود (١٥٨٧)، وعبد الرزاق (٤/ ١٥) من طريق معمر عن أيوب عن ديسم السدوسي عن بشير بن الخصاصية مرفوعًا، وقد خالف معمرًا: حماد بن زيد، فرواه عن أيوب به موقوفًا، قلت: حماد وأيوب كلاهما قد اشتهر عنهما أنهما أحيانًا يوقفان المرفوع ويرسلون المتصل توقيا وهيبة من رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فهذه قرينة تجعلنا نحكم لرواية معمر بأنها هي المحفوظة، وهناك قرينة أخرى، وهي أنه قد ثبت الرفع عن حماد أيضًا في رواية ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٣/ ٢٦٩)، إلا أنه رواه مقتصرًا على شطره الأول -والذي لم يذكره المصنف هنا- ألا وهو: عن بشير بن الخصاصية أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وما اسمه بشير فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشيرًا. أما ديسم هذا فقد ذكره الذهبي في "الميزان" (٣/ ٤٦) وقال: "لايدرى من هو، يُعرف بحديثه عن بشير تفرد عنه أيوب".
وقد ذكره ابن حبان في "الثقات"، فهو في حيز المجهولين.

<<  <   >  >>