للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلو اقتصر في مثل هذا على المبتدأ لظُن أن المراد (٤٧٤): لولا قومك على كل حال من أحوالهم لنقضت الكعبة وهو خلاف المقصود؛ لأن من أحوالهم بعد عهدهم بالكفر فيما يستقبل. وتلك الحال لا تمنع من نقض الكعبة وبنائها على الوجه المذكور.

ومن هذا النوع قول عبد الرحمن بن الحارث لأبي هريرة (إني ذاكر لك أمرًا، ولولا مروان أقسم على فيه لم أذكره لك) (٤٧٥).

ومن هذا النوع قول الشاعر (٤٧٦):

٨٢ - لولا زهير جفاني كنت منتصرًا ... ولم أكن جانحًا للسلم إذ جنحوا

ومثله (٤٧٧):

٨٣ - لولا ابن أوس ناى ما ضيم صاحبه ... يومًا ولا نابه وهن ولا حذر

الثالث -وهو المخبر عنه بكون مقيد يدرك معناه عند حذفه، كقولك: لولا أخو زيد ينصره لغلب، ولولا صاحب عمرو يعينه لعجز، ولولا حسن الهاجرة يشفع (٤٧٨) لها لهجرت (٤٧٩).

فهذه الأمثمة وأمثالها يجوز فيها [١١و]، إثبات الخبر وحذفه؛ لأن فيها شبها بـ "لولا زيد لزارنا عمرو"، وشبها (٤٨٠)، بـ " لولا زيد غائب لم أزرك" فجاز فيها ما وجب فيهما من الحذف والثبوت.


(٤٧٤) المراد: ساقط من د.
(٤٧٥) صحيح البخاري ٣/ ٣٧.
(٤٧٦) قائل البيت مجهول. وهو في شرح الأشموني (بحاشية الصبان) ١/ ٢١٦ و ٤/ ٥١ ومعجم
شواهد العربية ١/ ٨٥.
(٤٧٧) قائل البيت مجهول. وشطره الأول فقط في شرح الأشموني ٤/ ٥٠، ومعجم شواهد العربيهّ
٢/ ٥٧٨ ..
(٤٧٨) ب: شفع.
(٤٧٩) ج: ما هجرت. ولم أقف على معنى العبارة.
(٤٨٠) د: أو شبها. وسقط من ب (لزاونا عمرو وشبها بلولازيد).

<<  <   >  >>