للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومنها قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (ما أحب أنه يحول لي ذهبا) (٤٩٣).

قلت: تضمن هذا الحديث استعمال (حول) بمعنى "صير"، وعاملة عملها.

وهو استعمال صحيح خفى على أكثر النحويين.

والموضع الذي يليق (٤٩٤) أن يذكر فيه باب "ظن" وأخواتها. لأنها تقتضي مفعولين هما في الأصل مبتدأ وخبر.

وقد جاءت في هذا الحديث مبنية لما لم يسم فاعله، فرفعت أول المفعولين، وهو ضمير عائد إلى"أحد" ونصبت (٤٩٥) ثانيهما، وهو "الذهب" فصارت ببنائها لما لم يسم فاعله جارية مجري "صار" في رفع ما كان مبتدأ ونصب ما كان خبرًا، وهكذا حكم "ظن" وأخواتها.

وكذا حكم ما صيغ منها على صيغة مطاوعةٍ، كارتد وتحول، فانه بزيادة التاء تجدد له حذف ما كان فاعلًا، وجعل أول المفعولين فاعلًا، وجعل ثانيهما خبرًا منصوبًا، كما تجدد مثل ذلك فيٍ "حول" إذا بني لما لم (٤٩٦) يسم فاعله، كقولك في (٤٩٧) "حول الله طائفة من اليهود قردة": تحولت (٤٩٨) طائفة من اليهود قردة (٤٩٩)، و: حولت طائفة من اليهود قردة (٥٠٠).

ف "حَول" جارٍ مجرى"صير" في نصب مفعولين هما في الأصل مبتدأ وخبر. و " تحول"و"حُول" جاريان مجرى" صار" في رفع المبتدأ ونصب الخبر.


(٤٩٣) في المخطوطات (ما احب أنه يحول لي أحد ذهبا). وأسقطت لفظ "أحد" اتفاقًا مع رواية البخاري في ٣/ ١٤٤ومع ما سيذكره ابن مالك في توجيه الحديث.
(٤٩٤) أ: يليق به. تحريف.
(٤٩٥) د: ونصب. تحريف.
(٤٩٦) ب: اذ بني ما لم. تحريف.
(٤٩٧) في: ساقط من ج.
(٤٩٨) أب د: وتحولت. واسقطت الواو ليستقيم النص.
(٤٩٩) سقط من ج: تحولت طائفة من اليهود قردة.
(٥٠٠) سقط من ب: وحولت، طائفة من اليهود قردة.

<<  <   >  >>