للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أجرٍ إن تصدقت عنها). قال: نعم (١٢١٣).

ويجوز في "فادع الله يحبسها" الجزم على جعله جوابًا للدعاء؛ لأن المعنى: إنْ تدعه يحبسْها. وهو أجود الأوجه.

ويجوز الرفع على الاستئناف، كأنه قال: ادع الله فهو يحبسُها.

ويجوز (١٢١٤) النصب على إضمار "أن" كأنه قال: ادع الله أن يحبسها.

- ومثله قراءة الأعمش {ولا تمننْ تستكثرَ} (١٢١٥). وقول بعض العرب (خذ اللصق قبلَ يأخذك) (١٢١٦). وقول طرفة (١٢١٧):

١٩٤ - الا أيهذا اللائمي (١٢١٨) أحضر الوغى ... . وأنْ أشهدَ اللذاتِ هل أنت مخلدي

*****

وفي "قاموا قيامًا حتى يرونه قد سجد" إشكال؛ لأن "حتى" فيه بمعنى "إلى أن"، والفعل مستقبل بالنسبة إلى القيام، فحقه أن يكون بلا نون، لاستحقاقه النصب.

لكنه جاء على لغة من يرفع الفعل بعد "أن" حملًا على "ما" اختها، كقراءة مجاهد {لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ} (١٢١٩) بضم الميم. وكقول الشاعر (١٢٢٠):


(١٢١٣) صحيح البخاري ٢/ ١٢١ برواية (واظنها لو تكلمت تصدقت، فهل لها اجر ... ).
(١٢١٤) ويجوز. ساقط من ج.
(١٢١٥) المدثر ٦/ ٧٤. وينظر: المحتسب ٢/ ٣٣٧ والبحر المحيط ٨/ ٢٧٢.
(١٢١٦) من شواهد ثعلب في مجالسه ١/ ٣١٧. والنصب عنده شاذ.
(١٢١٧) ديوانه ص ٣٢ وكتاب سيبويه ٣/ ١٠٠ ومعجم شواهد العربية ٢/ ١١١. ويروى لفظ "أحضر" بالنصب والرفع.
(١٢١٨) د: الزاجري. وهي رواية فى البيت.
(١٢١٩) سورة البقرة ٢/ ٢٣٣. وجاء في البحر المحيط ٣/ ٢١٢. (وقرئ "أن يتم" برفع الميم.
ونبها النحويون إلى مجاهد). أقول: إن ابن مجاهد روى هذه القراءة عن غيره. جاء في الإنصاف لابن الانباري ٢/ ٥٦٣ (وقد روئ ابن مجاهد إنه قرئ: "لمن أراد أن يتم الرضاعة" بالرفع).
(١٢٢٠) القائل مجهول. ينظر: مجالس ثعلب ١/ ٣٢٣ ومعجم شواهد العربية ١/ ٩٥.

<<  <   >  >>